مراتب متنوعة وأنواع شتى، إلّا أن وضوحَ هذه الأختام للوحدانية -مهما بلغ من الظهور- فهو وضوحٌ ضمن كثرةٍ من المخلوقات لا يُوفي حقَّ الوفاء حقيقةَ الخطاب في ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾|﹜ لذا يلزم وجودَ طابع الأحدية في ثنايا ختم الوحدانية، كي يفتح الطريق أمام القلب للوصول إلى ذات الله الأقدس من دون أن يذكّره بالكثرة.
ثم، لأجل لفت الأنظارِ إلى طابع الأحدية، وجلبِ القلوب نحوها، فقد وُضع فوق تلك السمة للأحدية نقشٌ بديعٌ في منتهى الجاذبية، ونورٌ باهر في منتهى السطوع، وحلاوةٌ لذيذة في منتهى الذوق، وجمالٌ محبوب في منتهى الحُسن، وحقيقة رصينة في منتهى القوة، تلك هي سمةُ الرحمة وختمُ الرحيمية.
نعم، إن قوة تلك الرحمة هي التي تجلب أنظار ذوي الشعور نحوها فتُوصلها إلى طابع الأحدية وتجعلها تلاحظ ذات الأحد الأقدس حتى تجعل الإنسان يحظى بالخطاب الحقيقي في ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾|﹜.
وهكذا ف ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ من حيث إنه فهرسٌ لفاتحة الكتاب المبين وخلاصةٌ مجملة له، قد أصبح عنواناً لهذا السر العظيم المذكور، وترجماناً له، فالذي يتمكن من أن ينال هذا العنوان يستطيع أن يجول في طبقات الرحمة، والذي يستنطق هذا الترجمان يتعرّف على أسرار الرحمة ويتعلمها ويشاهد أنوار الرحيمية والرأفة.
السر الخامس:
لقد ورد في حديث شريف «إن الله خلق آدمَ على صورة الرحمن» (8) أو كما قال ﷺ.
فسَّرَ قسمٌ من أهل الطرق الصوفية هذا الحديثَ الشريف تفسيراً عجيباً لا يليق بالعقائد الإيمانية، ولا ينسجم معها. بل بلغ ببعضٍ من أهل العشق أن نظروا إلى السيماء المعنوي للإنسان نظرتَهم إلى صورة الرحمن! ولمّا كان في أغلب أهل العشق حالةٌ استغراقية ذاهلةٌ والتباس في الأمور، فلربما يُعذَرون في تلقّياتهم المخالفة للحقيقة. إلّا أن أهل الصحو، وأهل الوعي والرشاد يرفضون رفضاً باتاً تلك المعاني المنافية لأسس عقائد الإيمان، ولا يقبلونها قطعاً. ولو رضيَ بها أحدٌ فقد سقط في خطأ وجانَبَ الصواب.
ثم، لأجل لفت الأنظارِ إلى طابع الأحدية، وجلبِ القلوب نحوها، فقد وُضع فوق تلك السمة للأحدية نقشٌ بديعٌ في منتهى الجاذبية، ونورٌ باهر في منتهى السطوع، وحلاوةٌ لذيذة في منتهى الذوق، وجمالٌ محبوب في منتهى الحُسن، وحقيقة رصينة في منتهى القوة، تلك هي سمةُ الرحمة وختمُ الرحيمية.
نعم، إن قوة تلك الرحمة هي التي تجلب أنظار ذوي الشعور نحوها فتُوصلها إلى طابع الأحدية وتجعلها تلاحظ ذات الأحد الأقدس حتى تجعل الإنسان يحظى بالخطاب الحقيقي في ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾|﹜.
وهكذا ف ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ من حيث إنه فهرسٌ لفاتحة الكتاب المبين وخلاصةٌ مجملة له، قد أصبح عنواناً لهذا السر العظيم المذكور، وترجماناً له، فالذي يتمكن من أن ينال هذا العنوان يستطيع أن يجول في طبقات الرحمة، والذي يستنطق هذا الترجمان يتعرّف على أسرار الرحمة ويتعلمها ويشاهد أنوار الرحيمية والرأفة.
السر الخامس:
لقد ورد في حديث شريف «إن الله خلق آدمَ على صورة الرحمن» (8) أو كما قال ﷺ.
فسَّرَ قسمٌ من أهل الطرق الصوفية هذا الحديثَ الشريف تفسيراً عجيباً لا يليق بالعقائد الإيمانية، ولا ينسجم معها. بل بلغ ببعضٍ من أهل العشق أن نظروا إلى السيماء المعنوي للإنسان نظرتَهم إلى صورة الرحمن! ولمّا كان في أغلب أهل العشق حالةٌ استغراقية ذاهلةٌ والتباس في الأمور، فلربما يُعذَرون في تلقّياتهم المخالفة للحقيقة. إلّا أن أهل الصحو، وأهل الوعي والرشاد يرفضون رفضاً باتاً تلك المعاني المنافية لأسس عقائد الإيمان، ولا يقبلونها قطعاً. ولو رضيَ بها أحدٌ فقد سقط في خطأ وجانَبَ الصواب.
Yükleniyor...