الجلال الذي هو «نور الأزل والأبد». فهذه المخلوقات لا تلبث أن تذهب دون توقّف مجدّدة بذلك تجليات لأسمائه الحسنى جل وعلا. فالجمالُ الظاهر في هذه المخلوقات والحُسن البارز فيها إذن ليس هو ملك ذاتها، وإنما هو إشاراتٌ إلى ذلك الجمال المقدس السرمدي الذي يريد الظهور، وعلامات وإشارات وتجليات لذلك الحسن المجرد والجمال المنزّه المتجلي دائماً والذي يريد المشاهدة والإشهاد.
وقد وُضِّحَتْ دلائل هذا مفصلاً في «رسائل النور» لاسيما تلك الرسالة التي تستهل ب«هنا سنذكر ثلاثة براهين بصورة مختصرة جداً ومعقولة». (19) فأيّما إنسانٌ نظر إلى هذه الرسالة من أصحاب الذوق السليم لا يمكن أن يتمالك نفسه من غير الإعجاب والتقدير بل سيرى أن عليه أن يسعى لإفادة الآخرين بعدما أفاد نفسه، ولاسيما النقاطُ الخمسُ المذكورة في البرهان الثاني. فلابد أن مَن لم يفسد عقلُه ولم يصدأ قلبُه يقول مستحسناً ومستصوباً: ماشاء الله.. بارك الله.. ويجعل وجوده الذي يظهر فقيراً حقيراً يسمو ويتعالى.. ويدرك مصدقاً أنه: معجزة خارقة حقاً!!.
الرجاء الخامس عشر (20)
عندما كنت نزيل غرفة في «أميرداغ» (21) تحت الإقامة الجبرية وحيداً فريداً، كانت عيون الترصد تتعقبني وتضايقني دائماً فأتعذب منها أشدّ العذاب، حتى مللت الحياةَ نفسها وتأسفت لخروجي من السجن، بل رغبتُ من كل قلبي في أن أعود إلى سجن «دنيزلي» أو دخولَ القبر، حيث السجن أو القبر أفضل من هذا اللون من الحياة. فأتتني العنايةُ الإلهية مغيثةً، إذ وهبتْ آلة الرونيو التي ظهرت حديثاً لطلاب «مدرسة الزهراء» (22) وهم يحملون أقلاماً ماسية كآلة الرونيو. فباتت «رسائل النور» تظهر بخمسمائة نسخة بقلم واحد. فتلك
وقد وُضِّحَتْ دلائل هذا مفصلاً في «رسائل النور» لاسيما تلك الرسالة التي تستهل ب«هنا سنذكر ثلاثة براهين بصورة مختصرة جداً ومعقولة». (19) فأيّما إنسانٌ نظر إلى هذه الرسالة من أصحاب الذوق السليم لا يمكن أن يتمالك نفسه من غير الإعجاب والتقدير بل سيرى أن عليه أن يسعى لإفادة الآخرين بعدما أفاد نفسه، ولاسيما النقاطُ الخمسُ المذكورة في البرهان الثاني. فلابد أن مَن لم يفسد عقلُه ولم يصدأ قلبُه يقول مستحسناً ومستصوباً: ماشاء الله.. بارك الله.. ويجعل وجوده الذي يظهر فقيراً حقيراً يسمو ويتعالى.. ويدرك مصدقاً أنه: معجزة خارقة حقاً!!.
الرجاء الخامس عشر (20)
عندما كنت نزيل غرفة في «أميرداغ» (21) تحت الإقامة الجبرية وحيداً فريداً، كانت عيون الترصد تتعقبني وتضايقني دائماً فأتعذب منها أشدّ العذاب، حتى مللت الحياةَ نفسها وتأسفت لخروجي من السجن، بل رغبتُ من كل قلبي في أن أعود إلى سجن «دنيزلي» أو دخولَ القبر، حيث السجن أو القبر أفضل من هذا اللون من الحياة. فأتتني العنايةُ الإلهية مغيثةً، إذ وهبتْ آلة الرونيو التي ظهرت حديثاً لطلاب «مدرسة الزهراء» (22) وهم يحملون أقلاماً ماسية كآلة الرونيو. فباتت «رسائل النور» تظهر بخمسمائة نسخة بقلم واحد. فتلك
Yükleniyor...