«إنزال الأنعام»
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
﹛﴿ وَاَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْاَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ اَزْوَاجٍۜ يَخْلُقُكُمْ ف۪ي بُطُونِ اُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ف۪ي ظُلُمَاتٍ ثَلٰثٍ ﴾|﹜ (الزمر:٦)
إنَّ هذه الآية الكريمة تتضمن النكتة نفسها التي بينّاها في الآية الكريمة: ﹛﴿ وَاَنْزَلْنَا الْحَد۪يدَ ﴾|﹜ فهي تؤيدها وتتأيد بها في الوقت نفسه.
نعم، إنَّ القرآن الكريم يقول في سورة الزمر: ﹛﴿ وَاَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْاَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ اَزْوَاجٍ ﴾|﹜ ولا يقول: «وخلق لكم من الأنعام ثمانية أزواج» وذلك للإفادة بأن ثمانية أزواج من الحيوانات المباركة قد أُنزلت لكم وأُرسلت إليكم من خزينة الرحمة الإلهية وكأنها مرسلةٌ من الجنة، لأن تلك الحيوانات المباركة نعمةٌ بجميع جهاتها للبشرية كافة. فمن أشعارها وأوبارها يستفيد البدو في حلّهم وترحالهم، ومنها تُنسج الملابس، ومن لحومها تهيأ ألذّ المأكولات، ومن ألبانها تستخرج أطيب الأطعمة، ومن جلودها تصنع الأحذية والنعال وغيرها من المواد النافعة، حتى إن روثَها يكون رزقاً للنباتات ووقوداً للإنسان. فكأن تلك الحيوانات المباركة قد تجسّمت وأصبحت النعمةَ بعينها والرحمة بنفسها. ولهذا أُطلق عليها اسم «الأنعام» مثلما أطلق على المطر اسم «الرحمة». فكأن الرحمةَ قد تجسمت مطراً والنعمةَ تجسدت في صور شتى من أشكال المعزى والضأن والبقر والجاموس والإبل. وعلى الرغم من أن موادها الجسمانية تُخلق في الأرض، فإن صفة النعمة ومعنى الرحمة قد غلبتا واستحوذتا على مادتها، فعبّر القرآن عنها ب«أنزلنا» الذي يفيد: أن الخالق قد أنزل هذه الحيوانات المباركة من خزينة الرحمة مباشرة، أي أنَّ الخالق الرحيم قد أرسلها من مرتبة رحمته الرفيعة، ومن جنته المعنوية العالية، هديةً إلى وجه الأرض بلا وساطة.
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
إنَّ هذه الآية الكريمة تتضمن النكتة نفسها التي بينّاها في الآية الكريمة: ﹛﴿ وَاَنْزَلْنَا الْحَد۪يدَ ﴾|﹜ فهي تؤيدها وتتأيد بها في الوقت نفسه.
نعم، إنَّ القرآن الكريم يقول في سورة الزمر: ﹛﴿ وَاَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْاَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ اَزْوَاجٍ ﴾|﹜ ولا يقول: «وخلق لكم من الأنعام ثمانية أزواج» وذلك للإفادة بأن ثمانية أزواج من الحيوانات المباركة قد أُنزلت لكم وأُرسلت إليكم من خزينة الرحمة الإلهية وكأنها مرسلةٌ من الجنة، لأن تلك الحيوانات المباركة نعمةٌ بجميع جهاتها للبشرية كافة. فمن أشعارها وأوبارها يستفيد البدو في حلّهم وترحالهم، ومنها تُنسج الملابس، ومن لحومها تهيأ ألذّ المأكولات، ومن ألبانها تستخرج أطيب الأطعمة، ومن جلودها تصنع الأحذية والنعال وغيرها من المواد النافعة، حتى إن روثَها يكون رزقاً للنباتات ووقوداً للإنسان. فكأن تلك الحيوانات المباركة قد تجسّمت وأصبحت النعمةَ بعينها والرحمة بنفسها. ولهذا أُطلق عليها اسم «الأنعام» مثلما أطلق على المطر اسم «الرحمة». فكأن الرحمةَ قد تجسمت مطراً والنعمةَ تجسدت في صور شتى من أشكال المعزى والضأن والبقر والجاموس والإبل. وعلى الرغم من أن موادها الجسمانية تُخلق في الأرض، فإن صفة النعمة ومعنى الرحمة قد غلبتا واستحوذتا على مادتها، فعبّر القرآن عنها ب«أنزلنا» الذي يفيد: أن الخالق قد أنزل هذه الحيوانات المباركة من خزينة الرحمة مباشرة، أي أنَّ الخالق الرحيم قد أرسلها من مرتبة رحمته الرفيعة، ومن جنته المعنوية العالية، هديةً إلى وجه الأرض بلا وساطة.
Yükleniyor...