أخي!

إنني لا أملك الإجابة عن هذا السؤال جواباً مبنياً على العلم والتحقيق والكشف، ولكن كنت أقول لأصحابي: إن خلوصي لا يشبه الأتراك الحاليين، ولا الأكراد، فإني أرى فيه خاصيةً أخرى، وكانوا يصدّقونني. فكنا نقول: إن ظهور عراقة وأصالة في خلوصي دليل على نيله عطاء الحق، بمضمون القاعدة:

«دَادِ حَقْ رَا قَابِلِيَّتْ شَرْط نِييسْت» (1)

واعلم قطعاً أن للرسول الأكرم ﷺ نوعين من الآل:

الأول: آله النَسَبي.

والآخر: آله من حيث شخصه المعنوي النوراني، أي من حيث الرسالة.

فأنت داخل قطعاً في هذا الآل الثاني، فضلاً عن دخولك في الآل الأول حسب قناعتي بلا دليل. فإن إمضاء جدّك باسم «السيد» ليس عبثاً ولا جزافاً.

خلاصة سؤالكم الثاني:

أخي العزيز!

إن «محي الدين بن عربي»(∗) قد قال: «إن مخلوقية الروح عبارةٌ عن انكشافها». إنك يا أخي بسؤالك هذا تضطرني إلى أن أناقشَ وأنا الضعيف العاجز خارقةَ الحقيقة وداهيةَ علم الأسرار «محي الدين بن عربي». ولكن لما كنتُ سأخوض في البحث معتمداً على نصوص القرآن الكريم فسوف أستطيع أن أحلّقَ أعلى من ذلك الصقر وأسمى منه وإن كنتُ ذبابة!

أخي: اعلم أن «محي الدين بن عربي» لا يَخدع ولكن ينخدع، فهو مُهتدٍ، ولكنه لا يكون هادياً لغيره في كل ما كَتبه. فما رآه صدقٌ وصوابٌ ولكن ليس هو الحقيقة.

ولقد وضّحت «الكلمة التاسعة والعشرون» في مبحث الروح، الحقيقةَ التي يدور عليها سؤالُكم.

Yükleniyor...