تكون نسبة النار الهائلة المرعبة في مركز الأرض إلى تلك المخلوقات الشاعرة كنسبة حرارة الشمس إلينا، وحيث إن الروحانيات الشاعرة مخلوقاتٌ من نور، فالنار تكون كالنور لهم.

الإشارة الرابعة:

لقد ذُكر في «المكتوب الثامن عشر» مثال حول تصويرات خارجة عن نطاق العقل بيّنها أهلُ الكشف فيما يخص عجائب طبقات الأرض، وخلاصته:

أن كرة الأرض بذرةٌ في عالم الشهادة، بينما هي كشجرة ضخمة تضارع عظمتُها السماوات في عالم المثال والبرزخ، فمشاهدةُ أهل الكشف لطبقة الأرض الخاصة بالعفاريت في كرة الأرض بمسافة ألف سنة ليست مشاهدتهم لها في بذرة الأرض التي تخص عالم الشهادة، بل هي تظاهرٌ لطبقات الأرض وفروعها الممتدة في عالم المثال.

فإن كانت طبقة واحدة -لا أهمية لها ظاهراً- من طبقات الأرض قد حازت هذه الأهمية العظمى في عالم آخر، ألا يصح أن يقال إذن إن الأرض هي سبع طبقات تقابل سبع سماوات؟. فالآيات الكريمة تشير بإيجاز معجِز، إلى تلك النقاط المذكورة وتنبّه عليها، وذلك بإظهارها هذه الأرض الصغيرة جداً مكافئةً لطبقات السماوات السبع.

المسألة المهمة الثانية:

قوله تعالى: ﹛﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ ﴾|﹜ (الإسراء: ٤٤) و ﹛﴿ ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾|﹜ (البقرة:٢٩)

هاتان الآيتان وأمثالُهما من الآيات الكريمة تبين أن السماوات سبعٌ. نرى من الأنسب اختصار ما ذكرناه في تفسير «إشارات الإعجاز» الذي أُلّف في جبهة القتال في أثناء السنة الأولى من الحرب العالمية الأولى، إذ جاءت فيه هذه المسألة في غاية الإجمال والاختصار الشديد بسبب ظروف الحرب.

إن الحكمة القديمة قد تصورت السماوات أنها تسعُ سماوات، فزادت على السماوات السبع، العرش والكرسي الواردين في الشرع، فكان تصويراً عجيباً لها. ولقد استولت على البشرية طوال عصور مديدة تلك التعابير الرنانة لفلاسفة الحكمة القديمة وحكمائها حتى

Yükleniyor...