المسألة الثانية:
كلما استعظمتَ المصائب المادية عظُمَت، وكلما استصغرتَها صغُرت. فمثلاً: كلما اهتم الإنسان بما يتراءى له من وهْم ليلاً يضخم ذلك في نظره، بينما إذا أهمله يتلاشى. وكلما تعرض الإنسان لوكر الزنابير ازداد هجومُها وإذا أهملها تفرقت.
فالمصائب المادية كذلك، كلما تعاظمها الإنسان واهتم بها وقلق عليها تسربت من نافذة الجسد إلى القلب واستقرت فيه، وعندها تتنامى مصيبةٌ معنوية في القلب وتكون ركيزةً للمادية منها فتستمر الأخيرة وتطول. ولكن متى ما أزال الإنسانُ القلقَ والوهم من جذوره بالرضا بقضاء الله، وبالتوكل على رحمته، تضمحل المصيبةُ المادية تدريجياً وتذهب، كالشجرة التي تموت وتجف أوراقُها بانقطاع جذورها.
ولقد عبّرتُ عن هذه الحقيقة يوماً بما يأتي: (3)
ومن الشكوى بلاءٌ.
دعها يا مسكين وتوكلْ.
نجواكَ للوهابِ فسَلِّم.
فإذا الكلُّ عطاء.
Yükleniyor...