هذا الذي قام بهذه الأعمال، وهو ابن هذا الوطن، والصديق لأهله، والأخ في الدين، قابله قسمٌ من المنسوبين إلى العلم والمعرفة مع عدد من علماء الدين الرسميين بالاضطهاد وإضمار العداء نحوه، بل أُهينَ.

فتعالَ، وتأمل هذه الحالة! ماذا تسميها؟ أهي مدنيةٌ وحضارة؟ أم هي محبة للعلم والمعرفة؟ أم هي وطنية؟ أم هي قومية؟ أم هي دعوة إلى التمسك بأهداف الجمهورية؟..

حاشَ لله وكلا لا شيء من هذا قط!

بل هي قدر إلهي عادل أظهرَ من أهل العلم العداء لذلك الشخص فيما كان يتوقع الصداقة منهم لكيلا يدخل في علمه الرياءُ بسبب توقع الاحترام، وليفوز بالإخلاص.

الخاتمة

اعتداء محيّر لي يوجب الشكران!

إنَّ أهل الدنيا المتكبرين المغرورين غروراً فوق المعتاد، لهم حساسيةٌ شديدة في معرفة الأنانية والغرور، بحيث لو كانت تلك المعاملة بشعورٍ منهم لكانت تعدّ كرامة أو دهاءً عظيماً. وهي كالآتي:

إنَّ ما لا تشعر به نفسي وعقلي من حالة غرور جزئية متلبسة بالرياء، كأنهم يشعرون بها بميزان غرورهم وتكبرهم الحساس فيجابهون غروري الذي لا أشعر به.

ففي غضون هذه السنين التسع تقريباً لي ما يقارب التسع من التجارب، حتى إنني عقب معاملتهم الجائرة نحوي، كنت أفكر في القدر الإلهي وأقول: لماذا سلّط القدرُ الإلهي هؤلاء عليّ؟ فأتحرى بهذا السؤال عن دسائس نفسي. ففي كل مرة، كنت أفهم: أن نفسي، إما أنها مالت فطرياً إلى الغرور والتكبر من غير شعور مني. أو أنها غرّتني على علم. فكنت أقول حينذاك: إن القدر الإلهي قد عدل في حقي من خلال ظلم أولئك الظالمين. فمنها:

أنه في هذا الصيف، أركبني أصدقائي حصاناً جميلاً، فذهبتُ به إلى متنزه، وما إن تنبهت رغبة في نفسي نحو أذواق دنيوية مشوبة بالغرور من غير شعور مني حتى تعرّض أهل الدنيا لتلك الرغبة بشدة بحيث قطعوا دابرَها بل دابر كثير من رغبات أخرى في النفس.

Yükleniyor...