أما أهل الضلالة فبإغراء النفس والهوى وبمقتضى المشاعر الشهوية والأحاسيس النفسانية الكليلة عن رؤية العقبى والتي تفضل درهما من لذة عاجلة على أرطال من الآجلة، تراهم يتفقون فيما بينهم اتفاقاً جاداً ويجتمعون حول الحصول على منفعة عاجلة ولذة حاضرة.
نعم، إنَّ عبيد النفس السفلة من ذوي القلوب الميتة والهائمين على الشهوات الدنيئة يتحدون ويتفقون فيما بينهم على منافع دنيوية عاجلة.. بينما ينبغي لأهل الهداية الاتفاق الجاد والاتحاد الكامل والتضحية المثمرة والاستقامة الرصينة فيما بينهم، حيث إنهم يتوجهون بنور العقل وضياء القلب إلى جني كمالات وثمرات أخروية خالدة آجلة، ولكن لعدم تجرّدهم من الغرور والكبر والإفراط والتفريط يضيّعون منبعاً عظيماً ثراً يمُدهم بالقوة، ألا وهو الاتفاق. فيضيع بدوره الإخلاص ويتحطم، وتتضعضع الأعمال الأخروية وتذهب سدى، ويصعب الوصول إلى نيل رضى الله سبحانه.
وعلاج هذا المرض الوبيل ودواؤه هو:
الافتخار بصحبة السالكين في منهج الحق، وربطُ عرى المحبة معهم تطبيقاً للحديث الشريف: (الحُب في الله) (10) ثم السير من خلفهم وترك شرف الإمامة لهم، وترك الإعجاب بالنفس والغرور، بناء على احتمال كون سالك الحق أياً كان هو خيراً منه وأفضل، وذلك ليسهل نيل الإخلاص. ثم العلم بأن درهماً من عمل خالص لوجه الله أولى وأرجح من أرطال من أعمال مشوبة لا إخلاص فيها. ثم إيثار البقاء في مستوى التابع دون التطلع إلى تسلم المسؤولية التي قلما تسلم من الأخطار.
بهذه الأمور يُعالج هذا المرض الوبيل ويُعافى منه، ويَظفر بالإخلاص، ويكون المؤمن ممن أدى أعماله الأخروية حق الأداء.
السبب الخامس:
إنَّ اختلاف أهل الهداية وعدم اتفاقهم ليس نابعاً من ضعفهم، كما أن الاتفاق الصارم بين أهل الضلالة ليس نابعاً من قوتهم. بل إن عدم اتفاق أهل الهداية ناجم عن عدم شعورهم بالحاجة إلى القوة، لما يمدهم به إيمانهم الكامل من مرتكز قوي. وإن اتفاق أهل الغفلة والضلالة
نعم، إنَّ عبيد النفس السفلة من ذوي القلوب الميتة والهائمين على الشهوات الدنيئة يتحدون ويتفقون فيما بينهم على منافع دنيوية عاجلة.. بينما ينبغي لأهل الهداية الاتفاق الجاد والاتحاد الكامل والتضحية المثمرة والاستقامة الرصينة فيما بينهم، حيث إنهم يتوجهون بنور العقل وضياء القلب إلى جني كمالات وثمرات أخروية خالدة آجلة، ولكن لعدم تجرّدهم من الغرور والكبر والإفراط والتفريط يضيّعون منبعاً عظيماً ثراً يمُدهم بالقوة، ألا وهو الاتفاق. فيضيع بدوره الإخلاص ويتحطم، وتتضعضع الأعمال الأخروية وتذهب سدى، ويصعب الوصول إلى نيل رضى الله سبحانه.
وعلاج هذا المرض الوبيل ودواؤه هو:
الافتخار بصحبة السالكين في منهج الحق، وربطُ عرى المحبة معهم تطبيقاً للحديث الشريف: (الحُب في الله) (10) ثم السير من خلفهم وترك شرف الإمامة لهم، وترك الإعجاب بالنفس والغرور، بناء على احتمال كون سالك الحق أياً كان هو خيراً منه وأفضل، وذلك ليسهل نيل الإخلاص. ثم العلم بأن درهماً من عمل خالص لوجه الله أولى وأرجح من أرطال من أعمال مشوبة لا إخلاص فيها. ثم إيثار البقاء في مستوى التابع دون التطلع إلى تسلم المسؤولية التي قلما تسلم من الأخطار.
بهذه الأمور يُعالج هذا المرض الوبيل ويُعافى منه، ويَظفر بالإخلاص، ويكون المؤمن ممن أدى أعماله الأخروية حق الأداء.
السبب الخامس:
إنَّ اختلاف أهل الهداية وعدم اتفاقهم ليس نابعاً من ضعفهم، كما أن الاتفاق الصارم بين أهل الضلالة ليس نابعاً من قوتهم. بل إن عدم اتفاق أهل الهداية ناجم عن عدم شعورهم بالحاجة إلى القوة، لما يمدهم به إيمانهم الكامل من مرتكز قوي. وإن اتفاق أهل الغفلة والضلالة
Yükleniyor...