الوجه الثالث: إنَّ الشمس في نظر علماء الفلك القديم تدور والأرض ثابتة. وعبّروا عن كل ثلاثين درجة من درجات الشمس ب«البرج» فلو مُدت خطوط افتراضية بين نجوم تلك البروج لحصل ما يشبه صورة الأسد أحياناً، أو صورة الميزان، أو صورة الثور، أو صورة الحوت، لذا بينوا تلك البروج بتلك الأسماء.
أما علمُ الفلك الحاضر فيرى أنَّ الشمس لا تدور حول الأرض، بل الأرضُ تدور حولها. أي يعطل العمل في تلك البروج، فلابد أنَّ لتلك البروج العاطلة عن العمل والدوائر الهائلة دوائر بمقياس أصغر في مدار الأرض السنوي، أي أصبحت البروجُ السماوية تتمثل في مدار الأرض السنوي، وعندئذ تدخل الأرضُ كل شهر في ظل أحد البروج وتكون ضمن انعكاسه، فكأن مدار الأرض السنوي مرآة تتمثل فيها صورة البروج السماوية.
وهكذا بناء على هذا الوجه -من المسألة- فقد قال الرسول الأعظم ﷺ كما ذكرنا سابقاً «على الثور» مرة و«على الحوت» مرة أخرى.
نعم إنه حَريٌّ بلسان ذلك النبي الكريم المعجز أنْ يقول مرة: «على الثور» مشيراً به إلى حقيقة عميقة لا تُدرك إلّا بعد قرون عديدة. حيث إن الأرض في تلك الفترة -أي فترة السؤال- كانت في الصورة المثالية لبرج الثور، بينما عندما سُئل ﷺ السؤالَ نفسه بعد شهر قال: «على الحوت» لأن الأرض كانت في ظِل برج الحوت.
وهكذا أشار ﷺ بقوله: «على الثور والحوت» إلى هذه الحقيقة العظيمة التي ستظهر في المستقبل وتتوضح.. وأشار به إلى حركة الأرض وسياحتها.. ورمزَ به إلى أن البروج السماوية الحقيقية والعاملة هي التي في مدار الأرض السنوي، والأرضُ هي القائمة بالوظيفة والسياحة في تلك البروج، بينما التي بالنسبة للشمس عاطلة دون أجرام سيارة فيها. والله أعلم بالصواب.
وأما ما جاء من حكايات خارجة عن طور العقل في بعض الكتب الإسلامية حول الثور والحوت. فإما أنها من الإسرائيليات، أو هي تشبيهات وتمثيلات، أو أنها تأويلاتُ بعض الرواة، حسبها الذين لا يتحرَّون الدقة أنها من الحديث نفسه واسندوها إلى كلام الرسول ﷺ.
﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَٓا اِنْ نَس۪ينَٓا اَوْ اَخْطَأْنَا ﴾
﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
أما علمُ الفلك الحاضر فيرى أنَّ الشمس لا تدور حول الأرض، بل الأرضُ تدور حولها. أي يعطل العمل في تلك البروج، فلابد أنَّ لتلك البروج العاطلة عن العمل والدوائر الهائلة دوائر بمقياس أصغر في مدار الأرض السنوي، أي أصبحت البروجُ السماوية تتمثل في مدار الأرض السنوي، وعندئذ تدخل الأرضُ كل شهر في ظل أحد البروج وتكون ضمن انعكاسه، فكأن مدار الأرض السنوي مرآة تتمثل فيها صورة البروج السماوية.
وهكذا بناء على هذا الوجه -من المسألة- فقد قال الرسول الأعظم ﷺ كما ذكرنا سابقاً «على الثور» مرة و«على الحوت» مرة أخرى.
نعم إنه حَريٌّ بلسان ذلك النبي الكريم المعجز أنْ يقول مرة: «على الثور» مشيراً به إلى حقيقة عميقة لا تُدرك إلّا بعد قرون عديدة. حيث إن الأرض في تلك الفترة -أي فترة السؤال- كانت في الصورة المثالية لبرج الثور، بينما عندما سُئل ﷺ السؤالَ نفسه بعد شهر قال: «على الحوت» لأن الأرض كانت في ظِل برج الحوت.
وهكذا أشار ﷺ بقوله: «على الثور والحوت» إلى هذه الحقيقة العظيمة التي ستظهر في المستقبل وتتوضح.. وأشار به إلى حركة الأرض وسياحتها.. ورمزَ به إلى أن البروج السماوية الحقيقية والعاملة هي التي في مدار الأرض السنوي، والأرضُ هي القائمة بالوظيفة والسياحة في تلك البروج، بينما التي بالنسبة للشمس عاطلة دون أجرام سيارة فيها. والله أعلم بالصواب.
وأما ما جاء من حكايات خارجة عن طور العقل في بعض الكتب الإسلامية حول الثور والحوت. فإما أنها من الإسرائيليات، أو هي تشبيهات وتمثيلات، أو أنها تأويلاتُ بعض الرواة، حسبها الذين لا يتحرَّون الدقة أنها من الحديث نفسه واسندوها إلى كلام الرسول ﷺ.
﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَٓا اِنْ نَس۪ينَٓا اَوْ اَخْطَأْنَا ﴾
﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
Yükleniyor...