لذلك الحسن والإحسان والكمال نفذت من وراء حُجُب كثيرة وأستار عدة، بل هو ظِلالٌ لظلال تجليات أسمائه الحسنى جلّ جلالُه.
النكتة الثانية
في فطرة الإنسان عشقٌ شديد نحو البقاء، حتى إنه يتوهم نوعاً من البقاء في كل ما يحبه، بل لا يحب شيئاً إلّا بعد توهّمه البقاء فيه، ولكن حالما يتفكر في زواله أو يشاهد فناءه يطلق عليه الزفرات والحسرات من الأعماق.
نعم، إن جميع الآهات والحسرات الناشئة من أنواع الفراق، إنما هي تعابيرٌ حزينة تنطلق من عشق البقاء. ولولا توهمُ البقاء لَمَا أحبّ الإنسانُ شيئاً.
بل يصح القول: إنَّ سبباً من أسباب وجود عالَم البقاء والجنة الخالدة هو الرغبةُ الملحّة للبقاء المغروزة في فطرة الإنسان، والدعاء العام الشامل الذي يسأله بشدة للخلود.. فاستجاب الباقي ذو الجلال لتلك الرغبة الملحة ولذلك الدعاء العام المؤثر، فخَلَق سبحانه عالماً باقياً خالداً لهذا الإنسان الفاني الزائل. إذ هل يمكن ألّا يستجيب الفاطرُ الكريم والخالق الرحيم لدعاء تسأله البشريةُ قاطبة بلسان حالها ومقالها، ذلك الدعاء الكلي الدائمي الحق والخالص النابع من صميم حاجتها الفطرية ومن أعماق رغبتها الملحّة، مع أنه يستجيب لدعاء معدة صغيرة، تسأله بلسان حالها، فيخلق لها أنواعاً من الأطعمة اللذيذة ويُشبع بها رغبتها الجزئية للبقاء المؤقت؟ حاشَ لله وكلا.. ألف ألف مرة كلا. إنّ ردّ هذا الدعاء للخلود محالٌ قطعاً، لأن عدم استجابته جلّ وعلا ينافي حكمتَه الخالدة وعدالتَه الكاملة ورحمتَه الواسعة وقدرتَه المطلقة.
وما دام الإنسان عاشقاً للبقاء، فلابد أنّ جميع كمالاته وأذواقه تابعةٌ للبقاء أيضاً. ولمّا كان البقاء صفةٌ خاصة للباقي ذي الجلال، وأن أسماءه الحسنى باقيةٌ، وأن المرايا العاكسة لتجليات تلك الأسماء تنصبغ بصبغتها وتأخذ حُكمَها، أي تنال نوعاً من البقاء، فلابد أنّ ألزمَ شيء لهذا الإنسان وأجلّ وظيفة له هو شدُّ الأواصر وربطُ العلاقات مع ذلك الباقي ذي الجلال والاعتصام التام بأسمائه الحسنى، لأن ما يُصرف في سبيل الباقي ينال نوعاً من البقاء.
النكتة الثانية
في فطرة الإنسان عشقٌ شديد نحو البقاء، حتى إنه يتوهم نوعاً من البقاء في كل ما يحبه، بل لا يحب شيئاً إلّا بعد توهّمه البقاء فيه، ولكن حالما يتفكر في زواله أو يشاهد فناءه يطلق عليه الزفرات والحسرات من الأعماق.
نعم، إن جميع الآهات والحسرات الناشئة من أنواع الفراق، إنما هي تعابيرٌ حزينة تنطلق من عشق البقاء. ولولا توهمُ البقاء لَمَا أحبّ الإنسانُ شيئاً.
بل يصح القول: إنَّ سبباً من أسباب وجود عالَم البقاء والجنة الخالدة هو الرغبةُ الملحّة للبقاء المغروزة في فطرة الإنسان، والدعاء العام الشامل الذي يسأله بشدة للخلود.. فاستجاب الباقي ذو الجلال لتلك الرغبة الملحة ولذلك الدعاء العام المؤثر، فخَلَق سبحانه عالماً باقياً خالداً لهذا الإنسان الفاني الزائل. إذ هل يمكن ألّا يستجيب الفاطرُ الكريم والخالق الرحيم لدعاء تسأله البشريةُ قاطبة بلسان حالها ومقالها، ذلك الدعاء الكلي الدائمي الحق والخالص النابع من صميم حاجتها الفطرية ومن أعماق رغبتها الملحّة، مع أنه يستجيب لدعاء معدة صغيرة، تسأله بلسان حالها، فيخلق لها أنواعاً من الأطعمة اللذيذة ويُشبع بها رغبتها الجزئية للبقاء المؤقت؟ حاشَ لله وكلا.. ألف ألف مرة كلا. إنّ ردّ هذا الدعاء للخلود محالٌ قطعاً، لأن عدم استجابته جلّ وعلا ينافي حكمتَه الخالدة وعدالتَه الكاملة ورحمتَه الواسعة وقدرتَه المطلقة.
وما دام الإنسان عاشقاً للبقاء، فلابد أنّ جميع كمالاته وأذواقه تابعةٌ للبقاء أيضاً. ولمّا كان البقاء صفةٌ خاصة للباقي ذي الجلال، وأن أسماءه الحسنى باقيةٌ، وأن المرايا العاكسة لتجليات تلك الأسماء تنصبغ بصبغتها وتأخذ حُكمَها، أي تنال نوعاً من البقاء، فلابد أنّ ألزمَ شيء لهذا الإنسان وأجلّ وظيفة له هو شدُّ الأواصر وربطُ العلاقات مع ذلك الباقي ذي الجلال والاعتصام التام بأسمائه الحسنى، لأن ما يُصرف في سبيل الباقي ينال نوعاً من البقاء.
Yükleniyor...