يكون موضعَ نظر محبة الله الذي خلق الجنة بلطائفها ومحاسنها ولذائذها ونعَمها بتجل من تجليات رحمته.

وبما أن أحداً لا يمكنه أن يكون أهلاً لمحبته سبحانه إلّا باتباع السنة الأحمدية كما نص عليه كلامه العزيز، إذن فاتباع السنة المحمدية هو أعظمُ مقصد إنساني وأهمُ وظيفة بشرية.

النكتة الحادية عشرة

وهي ثلاث مسائل


المسألة الأولى: إن لسنة الرسول الأعظم ﷺ ثلاثة منابع، هي:

أقوالُه، وأفعاله، وأحواله. وهذه الأقسام الثلاثة هي كذلك ثلاثة أقسام:

الفرائض، النوافل، عاداته ﷺ.

ففي قسم الفرائض والواجب، لامناص من الاتباع، والمؤمن مجبَر على هذا الاتباع بحكم إيمانه. والجميع بلا استثناء مكلّفون بأداء الفرض والواجب، ويترتب على إهماله أو تركه عذاب وعقاب.

وأما في قسم النوافل، فأهلُ الإيمان هم مكلَّفون به أيضاً حسب الأمر الاستحبابي، ولكن ليس في ترك النوافل عذابٌ ولا عقاب. غير أن القيام بها واتباعها فيه أجر عظيم. وتغيير النوافل وتبديلها بدعة وضلالة وخطأ كبير.

وأما عاداته ﷺ وحركاته وسكناته السامية فمن الأفضل والمستحسن جداً تقليدُها واتباعها حكمةً ومصلحة سواءً في الحياة الشخصية أو النوعية أو الاجتماعية، لأن هناك في كل حركة من حركاته الاعتيادية منافعَ حياتية كثيرة جداً فضلاً عن أنها بالمتابعة تصير تلك الآداب والعادات بحكم العبادة.

نعم، مادام -عليه الصلاة والسلام- متصفاً بأسمى مراتب محاسن الأخلاق، باتفاق الأولياء والأعداء. وأنه ﷺ هو المصطفى المختار من بين بني البشر، وهو أشهر شخصية فيهم باتفاق الجميع.. وما دام هو أكملَ إنسان، بل أكملَ قدوة ومرشد بدلالة آلاف المعجزات،

Yükleniyor...