النكتة الثانية:
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
﹛﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ❀ مَٓا اُر۪يدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَٓا اُر۪يدُ اَنْ يُطْعِمُونِ ❀ اِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَت۪ينُ ﴾|﹜ (الذاريات: ٥٦-٥٨)
إنَّ ظاهر معنى هذه الآية الكريمة لا يبين الأسلوب الرفيع المنسجم مع بلاغة القرآن المعجزة، مثلما جاء في أغلب التفاسير. لذا كان يشغل فكري في كثير من الأحيان. فنبين ثلاثة أوجه إجمالاً، من بين المعاني الجميلة الرفيعة التي وردت من فيض القرآن الكريم.
الوجه الأول:
إنَّ الله سبحانه يسند أحياناً إلى نفسه ما يمكن أن يعود إلى رسوله الكريم ﷺ من حالات، وذلك تكريماً له وتشريفاً. فها هنا كذلك، إذ المعنى المراد من الآية الكريمة المتصدرة، لابد أن يكون الإطعام والإرزاق الذي يعود إلى الرسول ﷺ، أي إنَّ رسولي في أدائه مهمة الرسالة وتبليغه العبودية لله، لا يريد منكم أجراً ولا أجرة ولا جزاءً ولا إطعاماً.. وإلّا إن لم يكن المراد هذا المعنى لكان إعلاماً لمعلوم في منتهى البداهة، مما لا ينسجم وبلاغة القرآن المعجزة.
الوجه الثاني:
الإنسان مُغرمٌ بالرزق كثيراً، ويتوهم أن السعي إلى الرزق يمنعه عن العبودية، فلأجل دفع هذا التوهم، ولكي لا يُتخَذ ذريعةً لترك العبادة تقول الآية الكريمة: ﹛﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾|﹜ وتحصر الغاية من الخلق في العبودية لله، وأن السعي إلى الرزق -من حيث الأمر الإلهي- عبوديةٌ لله أيضاً.
أما إحضارُ الرزق لمخلوقاتي ولأنفسكم وأهليكم وحتى رزقُ حيواناتكم فأنا الكفيل به. فأنتم لم تُخلَقوا له، فكل ما يخص الرزق والإطعام يخصني أنا وأنا الرزاق ذو القوة المتين.. فلا تحتجّوا بهذا فتتركوا العبادة، فأنا الذي أُرسل رزقَ مَن يتعلق بكم من عبادي..
ولو لم يكن هذا المعنى هو المراد، لكان من قبيل إعلام المعلوم، لأن رزقَ الله سبحانه وتعالى وإطعامَه محال بديهي ومعلوم واضح. وهناك قاعدة مقررة في علم البلاغة تفيد:
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
إنَّ ظاهر معنى هذه الآية الكريمة لا يبين الأسلوب الرفيع المنسجم مع بلاغة القرآن المعجزة، مثلما جاء في أغلب التفاسير. لذا كان يشغل فكري في كثير من الأحيان. فنبين ثلاثة أوجه إجمالاً، من بين المعاني الجميلة الرفيعة التي وردت من فيض القرآن الكريم.
الوجه الأول:
إنَّ الله سبحانه يسند أحياناً إلى نفسه ما يمكن أن يعود إلى رسوله الكريم ﷺ من حالات، وذلك تكريماً له وتشريفاً. فها هنا كذلك، إذ المعنى المراد من الآية الكريمة المتصدرة، لابد أن يكون الإطعام والإرزاق الذي يعود إلى الرسول ﷺ، أي إنَّ رسولي في أدائه مهمة الرسالة وتبليغه العبودية لله، لا يريد منكم أجراً ولا أجرة ولا جزاءً ولا إطعاماً.. وإلّا إن لم يكن المراد هذا المعنى لكان إعلاماً لمعلوم في منتهى البداهة، مما لا ينسجم وبلاغة القرآن المعجزة.
الوجه الثاني:
الإنسان مُغرمٌ بالرزق كثيراً، ويتوهم أن السعي إلى الرزق يمنعه عن العبودية، فلأجل دفع هذا التوهم، ولكي لا يُتخَذ ذريعةً لترك العبادة تقول الآية الكريمة: ﹛﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾|﹜ وتحصر الغاية من الخلق في العبودية لله، وأن السعي إلى الرزق -من حيث الأمر الإلهي- عبوديةٌ لله أيضاً.
أما إحضارُ الرزق لمخلوقاتي ولأنفسكم وأهليكم وحتى رزقُ حيواناتكم فأنا الكفيل به. فأنتم لم تُخلَقوا له، فكل ما يخص الرزق والإطعام يخصني أنا وأنا الرزاق ذو القوة المتين.. فلا تحتجّوا بهذا فتتركوا العبادة، فأنا الذي أُرسل رزقَ مَن يتعلق بكم من عبادي..
ولو لم يكن هذا المعنى هو المراد، لكان من قبيل إعلام المعلوم، لأن رزقَ الله سبحانه وتعالى وإطعامَه محال بديهي ومعلوم واضح. وهناك قاعدة مقررة في علم البلاغة تفيد:
Yükleniyor...