فلئن رُجّحت المسائل البسيطة للنحو والصرف التي يقرؤها الطلاب مثل:« نَصَرَ نَصَرا، نصَرُوا..» على الأوراد التي تُذكر في الزوايا، فكيف برسائل النور الحاوية على الحقائق الإيمانية المقدسة في «آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر». ففي الوقت الذي ترشد «رسائل النور» إلى تلك الحقائق بأوضح صورة وأكثرِها قطعية وثبوتاً حتى لأعتى المعاندين المكابرين من الزنادقة وأشد الفلاسفة تمرداً، وتلزمهم الحجة، كم يكون على خطأ من يترك هذه السبيل أو يعطلها أو لا يقنع بها ويدخل الزوايا المغلقة دون استئذانٍ من الرسائل تبعاً لهواه! ويبين في الوقت نفسه مدى كوننا مستحقين لهذه الصفعة، صفعة الرحمة والتأديب.
§سعيد النورسى>
∗ ∗ ∗
«تنبيه»
حكايتان صغيرتان
الحكاية الأولى: عندما كنت أسيراً في شمالي روسيا قبل خمسة أعوام (11) في قاعة مصنع كبير، مع تسعين من ضباطنا، كانت المناقشات تحتد والأصوات تتعالى نتيجة الضجر وضيق المكان. وكنت أهدّئهم حيث كانوا جميعاً يحترمونني. ثم عينتُ خمساً من الضباط لإقرار الهدوء وقلت لهم: إذا سمعتم الضوضاء في أية ناحية أسرعوا إليها، وعاونوا الجهة غير المحقة. وحقاً لقد انتهت الضوضاء نتيجة هذا العمل. فسألوني: لِمَ قلت: عاونوا غير المُحق؟ وقد أجبتهم حينها: إنَّ غير المحق، هو غير منصف، لا يدع درهماً من راحته لأربعين درهماً من راحة الجميع. أما المحق فيكون ذا أنصاف يضحي براحته التي تعدل درهماً، لراحة صديقه التي تعدل أربعين درهماً. وبتخلّيه عن راحته هذه، تسكن الضوضاءُ وينتهي الصخب ويعم الهدوء. فيرتاح الضباط التسعون الساكنون في هذه القاعة. ولكن إذا مدّ المحقّ بقوة يزداد الصخب أكثر. ففي مثل هذه الحياة الاجتماعية تؤخذ المصلحة العامة بنظر الاعتبار.
فيا إخوتي لا يستاء بعضُكم من بعض قائلاً: إن أخي هذا لم ينصفني أو أجحف بحقي..
§سعيد النورسى>
«تنبيه»
حكايتان صغيرتان
الحكاية الأولى: عندما كنت أسيراً في شمالي روسيا قبل خمسة أعوام (11) في قاعة مصنع كبير، مع تسعين من ضباطنا، كانت المناقشات تحتد والأصوات تتعالى نتيجة الضجر وضيق المكان. وكنت أهدّئهم حيث كانوا جميعاً يحترمونني. ثم عينتُ خمساً من الضباط لإقرار الهدوء وقلت لهم: إذا سمعتم الضوضاء في أية ناحية أسرعوا إليها، وعاونوا الجهة غير المحقة. وحقاً لقد انتهت الضوضاء نتيجة هذا العمل. فسألوني: لِمَ قلت: عاونوا غير المُحق؟ وقد أجبتهم حينها: إنَّ غير المحق، هو غير منصف، لا يدع درهماً من راحته لأربعين درهماً من راحة الجميع. أما المحق فيكون ذا أنصاف يضحي براحته التي تعدل درهماً، لراحة صديقه التي تعدل أربعين درهماً. وبتخلّيه عن راحته هذه، تسكن الضوضاءُ وينتهي الصخب ويعم الهدوء. فيرتاح الضباط التسعون الساكنون في هذه القاعة. ولكن إذا مدّ المحقّ بقوة يزداد الصخب أكثر. ففي مثل هذه الحياة الاجتماعية تؤخذ المصلحة العامة بنظر الاعتبار.
فيا إخوتي لا يستاء بعضُكم من بعض قائلاً: إن أخي هذا لم ينصفني أو أجحف بحقي..
Yükleniyor...