الجلال لا تحصل ألوف المشكلات فحسب، بل تقع مئات المحالات أيضاً -كما ذكر آنفاً- لأنه إن لم يكن هناك ذلك المقدار القَدري، والمقدار العلمي، يلزم استعمال أُلوف القوالب المادية والخارجية للجسم الصغير للحيوان!
فافهم من هذا سراً من أسرار السهولة المطلقة في الوحدة والتوحيد وكثرة المشكلات غير المتناهية في التعدد والكثرة والشرك.
واعلم مدى الحقيقة السامية الصائبة التي تعبر عنها الآية الكريمة: ﹛﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ ﴾|﹜.
السؤال الثالث:
يقول الذي كان يعادي سابقاً ووُفّق إلى الإيمان الآن واهتدى: ما بال بعض الفلاسفة المغالين في عصرنا هذا يطلقون مقولة: «لا يُستحدث شيءٌ من العدم ولا يفنى شيء من الوجود» وان ما يدير هذا الكون، إنما هو تركيب المادة وتحليلها ليس إلّا !
الجواب: إنَّ هؤلاء الفلاسفة الذين لم يتسنّ لهم النظر إلى الموجودات بنور القرآن المبين، عندما نظروا إليها بمنظار «الطبيعة» و «الأسباب» توصلوا إلى أن وجود هذه الموجودات، وافتراض تشكلها بعوامل «الطبيعة» و «الأسباب» مسألة تطرح مشكلات عويصة بدرجة الامتناع -على غرار ما ذكرناه في بيان الاحتمالات ومحالاتها- فانقسم هؤلاء الفلاسفة إزاء هذه العقبة الكأداء إلى قسمين:
قسم منهم صاروا سوفسطائيين وعافوا العقل الذي هو خاصة الإنسان وسقطوا إلى درك أدنى من الحيوانات، إذ وصل بهم أمر فكرهم إلى إنكار الوجود عموماً، بل حتى إنكار وجودهم، وذلك عندما رأوا أن هذا الإنكار أجدى على العقل وايسر عليه واسلم من تصور «الطبيعة» و «الأسباب» مالكة لزمام الإيجاد، فأنكروا وجود أنفسهم ووجود الموجودات جميعاً، فسقطوا في هاوية الجهل المطلق.
أما القسم الثاني: فقد نظروا إلى الموجودات أنها لو سلّم إيجادها إلى «الأسباب» و«الطبيعة» كما هو شأن أهل الضلالة فإن إيجاد شيء صغير جداً كالبعوضة أو البذرة فيه
فافهم من هذا سراً من أسرار السهولة المطلقة في الوحدة والتوحيد وكثرة المشكلات غير المتناهية في التعدد والكثرة والشرك.
واعلم مدى الحقيقة السامية الصائبة التي تعبر عنها الآية الكريمة: ﹛﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ ﴾|﹜.
السؤال الثالث:
يقول الذي كان يعادي سابقاً ووُفّق إلى الإيمان الآن واهتدى: ما بال بعض الفلاسفة المغالين في عصرنا هذا يطلقون مقولة: «لا يُستحدث شيءٌ من العدم ولا يفنى شيء من الوجود» وان ما يدير هذا الكون، إنما هو تركيب المادة وتحليلها ليس إلّا !
الجواب: إنَّ هؤلاء الفلاسفة الذين لم يتسنّ لهم النظر إلى الموجودات بنور القرآن المبين، عندما نظروا إليها بمنظار «الطبيعة» و «الأسباب» توصلوا إلى أن وجود هذه الموجودات، وافتراض تشكلها بعوامل «الطبيعة» و «الأسباب» مسألة تطرح مشكلات عويصة بدرجة الامتناع -على غرار ما ذكرناه في بيان الاحتمالات ومحالاتها- فانقسم هؤلاء الفلاسفة إزاء هذه العقبة الكأداء إلى قسمين:
قسم منهم صاروا سوفسطائيين وعافوا العقل الذي هو خاصة الإنسان وسقطوا إلى درك أدنى من الحيوانات، إذ وصل بهم أمر فكرهم إلى إنكار الوجود عموماً، بل حتى إنكار وجودهم، وذلك عندما رأوا أن هذا الإنكار أجدى على العقل وايسر عليه واسلم من تصور «الطبيعة» و «الأسباب» مالكة لزمام الإيجاد، فأنكروا وجود أنفسهم ووجود الموجودات جميعاً، فسقطوا في هاوية الجهل المطلق.
أما القسم الثاني: فقد نظروا إلى الموجودات أنها لو سلّم إيجادها إلى «الأسباب» و«الطبيعة» كما هو شأن أهل الضلالة فإن إيجاد شيء صغير جداً كالبعوضة أو البذرة فيه
Yükleniyor...