النكتة الثانية
تخص إحدى نكات اسم الله
العدل
﹛﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا عِنْدَنَا خَزَٓائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُٓ اِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾|﹜ (الحجر: ٢١)
لقد تراءت لي نكتةٌ لطيفةٌ من لطائف هذه الآية الكريمة، ونورٌ من أنوار تجليات اسم الله: «العدل» الذي هو اسم الله الأعظم، أو هو نور من أنواره الستة.
تراءى لي ذلك النور من بعيد -كما هو الحال في النكتة الأولى- وأنا نزيل سجن «أسكي شهر» ولأجل تقريبه إلى الأفهام نسلك أيضاً طريقَ ضرب الأمثال. فنقول:
هذا الكون قصر بديع يضم مدينةً واسعة تتداولها عواملُ التخريب والتعمير، وفي تلك المدينة مملكةٌ واسعة تغلي باستمرار من شدة مظاهر الحرب والهجرة، وبين جوانح تلك المملكة عالمٌ عظيم يسبَح كل حين في خضم الموت والحياة.. ولكن على الرغم من كل مظاهر الاضطراب، فإن موازنةً عامة وميزاناً حساساً، وعملية وزنٍ دقيق تسيطر في كل جوانب القصر ونواحي المدينة وتسود في كل أرجاء المملكة وأطراف العالم، وتهيمن عليها هيمنةً، بحيث تدل بداهة على: أن ما يحدث ضمن هذه الموجودات التي لا يحصرها العدّ من تحولات، وما يلجُ فيها وما يخرج منها لا يمكن أن يكون إلّا بعملية وزنٍ وكَيْلٍ، وميزان مَن يرى أنحاءَ الوجودِ كلَّها في آن واحد، ومن تجري الموجوداتُ جميعُها أمامَ نظر مراقبته في كل حين... ذلكم الواحد الأحد سبحانه. وإلّا فلو كانت الأسباب الساعية إلى اختلال التوازن، سائبةً أو مفوضة إلى المصادفة العشواء أو القوة العمياء أو الطبيعة المظلمة البلهاء، لكانت بويضات سمكةٍ واحدة التي تزيد على الألوف تخل بتلك الموازنة، بل بذيرات زهرةٍ واحدة -كالخشخاش- التي تزيد على عشرين ألف تخل بها، ناهيك عن تدفق العناصر الجارية كالسيل، والانقلابات الهائلة والتحولات الضخمة التي تحدث في أرجاء الكون.. كل منها لو كان سائباً لكان قميناً أن يخل
تخص إحدى نكات اسم الله
العدل
لقد تراءت لي نكتةٌ لطيفةٌ من لطائف هذه الآية الكريمة، ونورٌ من أنوار تجليات اسم الله: «العدل» الذي هو اسم الله الأعظم، أو هو نور من أنواره الستة.
تراءى لي ذلك النور من بعيد -كما هو الحال في النكتة الأولى- وأنا نزيل سجن «أسكي شهر» ولأجل تقريبه إلى الأفهام نسلك أيضاً طريقَ ضرب الأمثال. فنقول:
هذا الكون قصر بديع يضم مدينةً واسعة تتداولها عواملُ التخريب والتعمير، وفي تلك المدينة مملكةٌ واسعة تغلي باستمرار من شدة مظاهر الحرب والهجرة، وبين جوانح تلك المملكة عالمٌ عظيم يسبَح كل حين في خضم الموت والحياة.. ولكن على الرغم من كل مظاهر الاضطراب، فإن موازنةً عامة وميزاناً حساساً، وعملية وزنٍ دقيق تسيطر في كل جوانب القصر ونواحي المدينة وتسود في كل أرجاء المملكة وأطراف العالم، وتهيمن عليها هيمنةً، بحيث تدل بداهة على: أن ما يحدث ضمن هذه الموجودات التي لا يحصرها العدّ من تحولات، وما يلجُ فيها وما يخرج منها لا يمكن أن يكون إلّا بعملية وزنٍ وكَيْلٍ، وميزان مَن يرى أنحاءَ الوجودِ كلَّها في آن واحد، ومن تجري الموجوداتُ جميعُها أمامَ نظر مراقبته في كل حين... ذلكم الواحد الأحد سبحانه. وإلّا فلو كانت الأسباب الساعية إلى اختلال التوازن، سائبةً أو مفوضة إلى المصادفة العشواء أو القوة العمياء أو الطبيعة المظلمة البلهاء، لكانت بويضات سمكةٍ واحدة التي تزيد على الألوف تخل بتلك الموازنة، بل بذيرات زهرةٍ واحدة -كالخشخاش- التي تزيد على عشرين ألف تخل بها، ناهيك عن تدفق العناصر الجارية كالسيل، والانقلابات الهائلة والتحولات الضخمة التي تحدث في أرجاء الكون.. كل منها لو كان سائباً لكان قميناً أن يخل
Yükleniyor...