«شرف الرسائل الرفيع»

إخواني !

لقد أُخطر إلى قلبي: كما أنَّ «المثنوي الرومي» قد أصبح مرآةً لحقيقة واحدة من الحقائق السبع المُفاضة من نور شمس القرآن الكريم، فاكتسب منزلةً سامية وشرفاً رفيعاً حتى أصبح مرشداً خالداً لكثير من أهل القلب فضلاً عن المولويين. كذلك «رسائل النور» ستنال بإذن الله شرفاً رفيعاً سامياً بسبع جهات، وستكون لدى أهل الحقيقة بمثل مرشدةٍ خالدة رائدة باقية بسبعة أضعاف «المثنوي الرومي». لأنها تمثّل الأنوار السبعة لنور شمس القرآن الكريم والألوان السبعة المتنوعة في ضيائها، تمثلها دفعةً واحدة في مرآتها.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


«لطمة رحمة»

إخوتي!

لقد أدركت أنَّ التي نزلت بنا -مع الأسف- هي لطمةُ رحمة. أدركتُها منذ حوالي ثلاثة أيام وبقناعة تامة. حتى إنني فهمت إشارةً من الإشارات الكثيرة للآية الكريمة الواردة بحق العاصين لله، فهمتُها كأنها متوجهةٌ إلينا. وتلك الآية الكريمة هي: ﹛﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِه اَخَذْنَاهُمْ ﴾|﹜ (9) أي لمّا نسيَ الذين ذُكّروا بالنصائح، ولم يعملوا بمقتضاها .. أخذناهم بالمصيبة والبلاء.

نعم، لقد كُتّبنا (10) مؤخراً رسالةَ تخصّ سرَّ الإخلاص، وكانت حقاً رسالة رفيعة سامية، ودستوراً أَخوياً نورانياً، بحيث إن الحوادث والمصائب التي لا يمكن الصمودُ تجاهها إلّا بعشرة

Yükleniyor...