بِاسْمِهِ سُبْحَانَهُ

﹛﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾|﹜


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبداً دائماً

أخي العزيز الصدّيق المتلهف رأفت بك !

إنك تسأل في رسالتك عن اللطائف العشر، وحيث إنني لستُ في حالة تدريس الطريقة الصوفية. ولعلماء الطريقة النقشبندية مؤلفاتٌ تخصّ اللطائف العشر وإن وظيفتنا في الوقت الحاضر هي استخراجُ الأسرار القرآنية واستنباطُها، لا نقلُ المسائل الموجودة في بطون الكتب! فلا تمتعض من عدم استطاعتي تقديم التفاصيل. إِلَّا أنني أقول:

إن الإمام الرباني قد عبَّر عن اللطائف العشر بالقلب والروح والسرّ والخفي والأخفى. وذكر أن لكل عنصر من العناصر الأربعة في الإنسان لطيفةً إنسانيةً ملائمة ومنسجمة معه. وذكر إجمالاً عن رقي كلِّ لطيفة من تلك اللطائف، وأحوالها في كل مرتبة أثناء السير والسلوك. وبالنسبة لي أرى أن لطائفَ كثيرة مندرجةٌ في ماهية الإنسان الجامعة وفي استعداده للحياة إلّا أن عشراً منها قد اشتهرت حتى إن الحكماءَ والعلماء الظاهريين أيضاً قد جعلوا تلك اللطائف العشر أساساً لحِكمتهم في صورة أخرى، حيث قالوا: إن الحواسَّ الخمس الظاهرة نوافذُ أو نماذجُ لحواسَّ خمسٍ باطنة. حتى إن ما اشتهر لدى العوام والخواص من لطائف الإنسان العشر منسجمةٌ مع اللطائف العشر لدى أرباب الطرق الصوفية. فمثلاً: الوجدانُ والأعصابُ والحسّ والعقل والهوى والقوة الشهوية والقوة الغضبية، إذا أُلحقت هذه اللطائف بالقلب والروح والسر، تُظهر اللطائفَ العشر في صورة أخرى. وهناك لطائف أخرى كثيرة غير هذه اللطائف، أمثال: السائقة، الشائقة، الحس قبل الوقوع.

فلو كتبتُ حقيقة هذه المسألة لطالت كثيراً، لذا أضطر إلى قطع التفاصيل نظراً لضيق وقتي.

أما سؤالك الثاني الذي يتعلق ببحث المعنى الاسمي والمعنى الحرفي ، فمثلما أشارت كتبُ النحو عامة إليه في بداياتها، فقد وضحته توضيحاً كافياً بالأمثلة كتب علم الحقيقة كالكلمات والمكتوبات ويعدّ من الإسراف الإسهاب في الإيضاح لمن يملك ذكاءً ودقة ملاحظة مثلك.


Yükleniyor...