النكتة الخامسة
وهي ثلاث مسائل
المسألة الأولى:
إنَّ المصيبة التي تعدّ مصيبةً حقاً والتي هي مُضرةٌ فعلاً، هي التي تصيب الدين. فلابد من الالتجاء إلى الله سبحانه والانطراح بين يديه والتضرع إليه دون انقطاع. أما المصائبُ التي لا تمس الدين فهي في حقيقة الأمر ليست بمصائبَ، لأن قسماً منها:
تنبيهٌ رحماني يبعثه الله سبحانه إلى عبده ليوقظَه من غفلته، بمثل تنبيه الراعي لشياهه عندما تتجاوز مرعاها، فيرميها بحجر، والشياه بدورها تشعر أن راعيها ينبهها بذلك الحجر ويحذّرها من أمر خطير مضر، فتعود إلى مرعاها برضى واطمئنان. وهكذا النوائبُ الظاهرة فإن الكثير منها تنبيه إلهي، وإيقاظ رحماني للإنسان.
أما القسم الآخر من المصائب فهو كفارةٌ للذنوب. (1)
وقسم آخر أيضاً من المصائب هو منحةٌ إلهية لتطمين القلب وإفراغ السكينة فيه، وذلك بدفع الغفلة التي تصيب الإنسانَ، وإشعاره بعجزه وفقره الكامنين في جبلته.
أما المصيبة التي تنتاب الإنسان عند المرض -فكما ذكرنا آنفا- فهي ليست بمصيبة حقيقية، بل هي لطفٌ رباني لأنه تطهيرٌ للإنسان من الذنوب وغسلٌ له من أدران الخطايا، كما ورد في الحديث الصحيح: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، إِلَّا حَاتَّ الله عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ). (2)
وهكذا فإن سيدنا أيوب عليه السلام لم يدعُ في مناجاته لأجل نفسه وتطميناً لراحته، وإنما طلب كشفَ الضر من ربه عندما أصبح المرضُ مانعاً لذكر الله لساناً، وحائلاً للتفكر في ملكوت الله قلباً. فطلب الشفاء لأجل القيام بوظائف العبودية خالصةً كاملة. فيجب علينا نحن أيضاً أن نقصد -بتلك المناجاة- أول ما نقصد: شفاءَ جروحنا المعنوية وشروخنا الروحية
وهي ثلاث مسائل
المسألة الأولى:
إنَّ المصيبة التي تعدّ مصيبةً حقاً والتي هي مُضرةٌ فعلاً، هي التي تصيب الدين. فلابد من الالتجاء إلى الله سبحانه والانطراح بين يديه والتضرع إليه دون انقطاع. أما المصائبُ التي لا تمس الدين فهي في حقيقة الأمر ليست بمصائبَ، لأن قسماً منها:
تنبيهٌ رحماني يبعثه الله سبحانه إلى عبده ليوقظَه من غفلته، بمثل تنبيه الراعي لشياهه عندما تتجاوز مرعاها، فيرميها بحجر، والشياه بدورها تشعر أن راعيها ينبهها بذلك الحجر ويحذّرها من أمر خطير مضر، فتعود إلى مرعاها برضى واطمئنان. وهكذا النوائبُ الظاهرة فإن الكثير منها تنبيه إلهي، وإيقاظ رحماني للإنسان.
أما القسم الآخر من المصائب فهو كفارةٌ للذنوب. (1)
وقسم آخر أيضاً من المصائب هو منحةٌ إلهية لتطمين القلب وإفراغ السكينة فيه، وذلك بدفع الغفلة التي تصيب الإنسانَ، وإشعاره بعجزه وفقره الكامنين في جبلته.
أما المصيبة التي تنتاب الإنسان عند المرض -فكما ذكرنا آنفا- فهي ليست بمصيبة حقيقية، بل هي لطفٌ رباني لأنه تطهيرٌ للإنسان من الذنوب وغسلٌ له من أدران الخطايا، كما ورد في الحديث الصحيح: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، إِلَّا حَاتَّ الله عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ). (2)
وهكذا فإن سيدنا أيوب عليه السلام لم يدعُ في مناجاته لأجل نفسه وتطميناً لراحته، وإنما طلب كشفَ الضر من ربه عندما أصبح المرضُ مانعاً لذكر الله لساناً، وحائلاً للتفكر في ملكوت الله قلباً. فطلب الشفاء لأجل القيام بوظائف العبودية خالصةً كاملة. فيجب علينا نحن أيضاً أن نقصد -بتلك المناجاة- أول ما نقصد: شفاءَ جروحنا المعنوية وشروخنا الروحية
Yükleniyor...