للشر وأسموه «أهريمان» بينما لا يعدو هذا الإله الموهوم سوى الشيطانِ الذي يكون سبباً للشرور ووسيلةً لها، بالإرادة الجزئية وبالكسب، دون الإيجاد.
فيا أهل الإيمان! إن أمضى سلاحِكم ضد هذه المهالك المفزعة للشياطين وأهمَّ وسيلتكم للبناء والتعمير هو الاستغفارُ والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بقولكم: «أعوذ بالله». واعلموا أن قلعتكم هي سُنة رسولكم عليه أفضل الصلاة والسلام.
الإشارة الخامسة
إنه على الرغم من توفر أسباب الهداية والاستقامة ووسائل الإرشاد أمام أهل الإيمان بما بيّنه الله سبحانه لهم في كتبه المقدسة كافة من مثوبةٍ وهي نعيمُ الجنّة ومن عقاب أليم وهو نار جهنم، ومع ما كرّره سبحانه من توجيه وتنبيه وترغيب وتحذير.. يُغلَبُ أهلُ الإيمان أمام الدسائس الدنيئة والضعيفة التافهة الصادرة عن حزب الشيطان.
كان هذا يأخذ قسطاً كبيراً من تفكيري، إذ كيف لا يهتم صاحبُ الإيمان بذلك الوعيد المخيف من ربّ العالمين؟. وكيف لا يزول إيمانُه وهو يعصي ربَّه مُتَّبعاً خطوات الشيطان ومكايده الضعيفة كما في قوله تعالى: ﹛﴿ اِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَع۪يفًا ﴾|﹜ (النساء:٧٦) ؟ حتى إن بعضاً من أصدقائي المقرّبين بعد أن سمع منّي مائةً من دروس الحقائق الإيمانية وصدَّق بها تصديقاً قلبياً، ومع شدة علاقته وحسن ظنّه بي فقد انجرف لثناءٍ تافهٍ ورخيص من رجلٍ فاسد ميّت القلب، فانجذب إليه، مما دفعَه ليكون في الصف المعادي لي. فقلتُ في نفسي: يا سبحان الله! هل يمكن للإنسان أن يهوي إلى هذا الدَرك؟. كم كان هذا الرجل ذا معدن رخيص؟ فأثِمتُ من اغتياب هذا المسكين.
ثم انكشفت ولله الحمد حقائقُ الإشارات السابقة فأنارت كثيراً من الأمور الغامضة.. فعلمتُ بذلك النور أن تكرارَ الترغيب والحث في القرآن الكريم ضروري جداً، ومناسب وملائم للحال.. وأن انخداع أهل الإيمان بمكايد الشيطان لا ينجم عن عدم الإيمان، ولا من ضعفه.. وأنه لا يكفَّر مَن ارتكب الكبائر. فالمعتزلةُ وقسمٌ من الخوارج قد أخطأوا حين كفّروا مُرتكبَ الكبائر أو جعلوه في منزلةٍ بين المنزلتين.. وأن صديقي المسكين، الذي ضحّى
فيا أهل الإيمان! إن أمضى سلاحِكم ضد هذه المهالك المفزعة للشياطين وأهمَّ وسيلتكم للبناء والتعمير هو الاستغفارُ والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بقولكم: «أعوذ بالله». واعلموا أن قلعتكم هي سُنة رسولكم عليه أفضل الصلاة والسلام.
الإشارة الخامسة
إنه على الرغم من توفر أسباب الهداية والاستقامة ووسائل الإرشاد أمام أهل الإيمان بما بيّنه الله سبحانه لهم في كتبه المقدسة كافة من مثوبةٍ وهي نعيمُ الجنّة ومن عقاب أليم وهو نار جهنم، ومع ما كرّره سبحانه من توجيه وتنبيه وترغيب وتحذير.. يُغلَبُ أهلُ الإيمان أمام الدسائس الدنيئة والضعيفة التافهة الصادرة عن حزب الشيطان.
كان هذا يأخذ قسطاً كبيراً من تفكيري، إذ كيف لا يهتم صاحبُ الإيمان بذلك الوعيد المخيف من ربّ العالمين؟. وكيف لا يزول إيمانُه وهو يعصي ربَّه مُتَّبعاً خطوات الشيطان ومكايده الضعيفة كما في قوله تعالى: ﹛﴿ اِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَع۪يفًا ﴾|﹜ (النساء:٧٦) ؟ حتى إن بعضاً من أصدقائي المقرّبين بعد أن سمع منّي مائةً من دروس الحقائق الإيمانية وصدَّق بها تصديقاً قلبياً، ومع شدة علاقته وحسن ظنّه بي فقد انجرف لثناءٍ تافهٍ ورخيص من رجلٍ فاسد ميّت القلب، فانجذب إليه، مما دفعَه ليكون في الصف المعادي لي. فقلتُ في نفسي: يا سبحان الله! هل يمكن للإنسان أن يهوي إلى هذا الدَرك؟. كم كان هذا الرجل ذا معدن رخيص؟ فأثِمتُ من اغتياب هذا المسكين.
ثم انكشفت ولله الحمد حقائقُ الإشارات السابقة فأنارت كثيراً من الأمور الغامضة.. فعلمتُ بذلك النور أن تكرارَ الترغيب والحث في القرآن الكريم ضروري جداً، ومناسب وملائم للحال.. وأن انخداع أهل الإيمان بمكايد الشيطان لا ينجم عن عدم الإيمان، ولا من ضعفه.. وأنه لا يكفَّر مَن ارتكب الكبائر. فالمعتزلةُ وقسمٌ من الخوارج قد أخطأوا حين كفّروا مُرتكبَ الكبائر أو جعلوه في منزلةٍ بين المنزلتين.. وأن صديقي المسكين، الذي ضحّى
Yükleniyor...