∑اللمعة الأولى>
إنَّ مناجاة سيدنا يونس بن متّى -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- هي من أعظم أنواع المناجاة وأروعِها، ومن أبلغِ الوسائل لاستجابة الدعاء وقبوله. (2)
تتلخص قصتُه المشهورة بأنه عليه السلام قد أُلقيَ به إلى البحر، فالتقمه الحوتُ، وغشيَتْه أمواجُ البحر الهائجةُ، وأسدل الليلُ البهيم ستارَه المظلمَ عليه. فداهَمَته الرهبةُ والخوف من كل مكان وانقطعت أمامَه أسبابُ الرجاء وانسدت أبوابُ الأمل.. وإذا بمناجاته الرقيقة وتضرعه الخالص الزكي: ﹛﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّٓا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنّ۪ي كُنْتُ مِنَ الظَّالِم۪ينَ ﴾|﹜ (الأنبياء:٨٧) يُصبح له في تلك الحالة واسطةَ نجاة ووسيلة خلاص.
وسر هذه المناجاة العظيم هو أنَّ الأسباب المادية قد هَوت كلياً في ذلك الوضع المرعب، وسقطت نهائياً فلم تحرّك ساكناً ولم تترك أثراً، ذلك لأنَّ الذي يستطيع أن ينقذه من تلك الحالة، ليس إلّا ذلك الذي تنفُذُ قدرتُه في الحوت، وتهيمن على البحر وتستولي على الليل وجوّ السماء؛ حيث إنَّ كلاً من الليل الحالك والبحر الهائج والحوت الهائل قد اتفق على الانقضاض عليه، فلا يُنجيه سببٌ، ولا يخلّصه أحدٌ، ولا يوصله إلى ساحل السلامة بأمان، إلّا مَن بيده مقاليد الليل وزمام البحر والحوت معاً، ومَن يسخّر كلَّ شيء تحت أمره.. حتى لو كان الخلقُ أجمعين تحت خدمته عليه السلام ورهن إشارته في ذلك الموقف الرهيب، ما كانوا ينفعونه بشيء!.
أجل لا تأثير للأسباب قط.. فما إن رأى عليه السلام بعين اليقين ألّا ملجأ له من أمره تعالى إلّا اللواذ إلى كنف مسبّب الأسباب، انكشف له سرُّ الأحدية من خلال نور التوحيد
إنَّ مناجاة سيدنا يونس بن متّى -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- هي من أعظم أنواع المناجاة وأروعِها، ومن أبلغِ الوسائل لاستجابة الدعاء وقبوله. (2)
تتلخص قصتُه المشهورة بأنه عليه السلام قد أُلقيَ به إلى البحر، فالتقمه الحوتُ، وغشيَتْه أمواجُ البحر الهائجةُ، وأسدل الليلُ البهيم ستارَه المظلمَ عليه. فداهَمَته الرهبةُ والخوف من كل مكان وانقطعت أمامَه أسبابُ الرجاء وانسدت أبوابُ الأمل.. وإذا بمناجاته الرقيقة وتضرعه الخالص الزكي: ﹛﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّٓا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنّ۪ي كُنْتُ مِنَ الظَّالِم۪ينَ ﴾|﹜ (الأنبياء:٨٧) يُصبح له في تلك الحالة واسطةَ نجاة ووسيلة خلاص.
وسر هذه المناجاة العظيم هو أنَّ الأسباب المادية قد هَوت كلياً في ذلك الوضع المرعب، وسقطت نهائياً فلم تحرّك ساكناً ولم تترك أثراً، ذلك لأنَّ الذي يستطيع أن ينقذه من تلك الحالة، ليس إلّا ذلك الذي تنفُذُ قدرتُه في الحوت، وتهيمن على البحر وتستولي على الليل وجوّ السماء؛ حيث إنَّ كلاً من الليل الحالك والبحر الهائج والحوت الهائل قد اتفق على الانقضاض عليه، فلا يُنجيه سببٌ، ولا يخلّصه أحدٌ، ولا يوصله إلى ساحل السلامة بأمان، إلّا مَن بيده مقاليد الليل وزمام البحر والحوت معاً، ومَن يسخّر كلَّ شيء تحت أمره.. حتى لو كان الخلقُ أجمعين تحت خدمته عليه السلام ورهن إشارته في ذلك الموقف الرهيب، ما كانوا ينفعونه بشيء!.
أجل لا تأثير للأسباب قط.. فما إن رأى عليه السلام بعين اليقين ألّا ملجأ له من أمره تعالى إلّا اللواذ إلى كنف مسبّب الأسباب، انكشف له سرُّ الأحدية من خلال نور التوحيد
Yükleniyor...