فيا أهل الإيمان! أمامكم الحصنُ السماوي المنيع.. إنه القرآن الكريم.. ادخلوا فيه، وأنقذوا أنفسكم..
الإشارة الرابعة
لقد اتفق العلماء المحققون وأهلُ الكشف على أن العدم شرٌ محض.. والوجود خيرٌ محض.
نعم، إن الخير والمحاسن والكمالات -بأكثريتها المطلقة- تستند إلى الوجود وتعود إليه، فأساسُها إيجابي ووجودي، أي ذو أصالة وفاعلية، وإن بَدَت ظاهراً سلبية وعدمية.
وإن أساس وأصل الضلالة والشر والمصائب والمعاصي والبلايا وأمثالِها من المكاره هو عدمٌ وسلبي. وما فيها من القبح والسوء فناجمان من عدميتها، وإن بدت ظاهراً إيجابية ووجوداً، لأن أساسَها عدم ونفي أي بلا أساس وبلا فعل إيجابي.
ثم إن وجود البناء يتقرر بوجود جميع أجزائه كما هو ثابت بالمشاهدة، بينما عدمُه ودمارُه يمكن أن يحصل بتهدّم أحدِ أركانه وعدمِه.
أي إن الوجود يحتاج إلى علّةٍ موجدة، ولابد أن يستند إلى سبب حقيقي، بينما العدمُ يمكن أن يستند إلى أمور عدمية ويكون الأمر العدمي علّةً لشيء معدوم.
فبناءً على هاتين القاعدتين: فإن شياطين الإنس والجن ليس لهم ولو بمقدار ذرة واحدة نصيبٌ في الخلق والإيجاد وما تكون لهم أيةُ حصة في المُلك الإلهي، مع أن لهم آثاراً مخيفة وأنواعاً من الكفر والضلالة وأعمالاً شريرة ودماراً هائلاً، إذ لا يقومون بتلك الأمور بقدراتهم وقوتهم الذاتية، بل إن أغلبَ أعمالهم ليس فيها فعلٌ وقدرة حقيقية، وإنما هي من نوع تركِ الفعل، وتعطيلِ العمل، وصدٍّ للخير، فيعملون الشرّ بالصَّرفِ عن الخير، فتحصل الشرورُ.
لأن الشرور والمهالك هي من نوع الهدم والتخريبِ فلا يلزم أن تكون علّتُها إيجاداً فاعلاً، ولا قدرةً مُوجِدةً، إذ يمكن التخريب الهائل بأمر عدمي، وبإفساد شرطٍ. ولعدم وضوح هذا السرّ عند المجوس فقد اعتقدوا بوجود خالقٍ للخير وأسمَوه «يزدان» وخالقٍ
الإشارة الرابعة
لقد اتفق العلماء المحققون وأهلُ الكشف على أن العدم شرٌ محض.. والوجود خيرٌ محض.
نعم، إن الخير والمحاسن والكمالات -بأكثريتها المطلقة- تستند إلى الوجود وتعود إليه، فأساسُها إيجابي ووجودي، أي ذو أصالة وفاعلية، وإن بَدَت ظاهراً سلبية وعدمية.
وإن أساس وأصل الضلالة والشر والمصائب والمعاصي والبلايا وأمثالِها من المكاره هو عدمٌ وسلبي. وما فيها من القبح والسوء فناجمان من عدميتها، وإن بدت ظاهراً إيجابية ووجوداً، لأن أساسَها عدم ونفي أي بلا أساس وبلا فعل إيجابي.
ثم إن وجود البناء يتقرر بوجود جميع أجزائه كما هو ثابت بالمشاهدة، بينما عدمُه ودمارُه يمكن أن يحصل بتهدّم أحدِ أركانه وعدمِه.
أي إن الوجود يحتاج إلى علّةٍ موجدة، ولابد أن يستند إلى سبب حقيقي، بينما العدمُ يمكن أن يستند إلى أمور عدمية ويكون الأمر العدمي علّةً لشيء معدوم.
فبناءً على هاتين القاعدتين: فإن شياطين الإنس والجن ليس لهم ولو بمقدار ذرة واحدة نصيبٌ في الخلق والإيجاد وما تكون لهم أيةُ حصة في المُلك الإلهي، مع أن لهم آثاراً مخيفة وأنواعاً من الكفر والضلالة وأعمالاً شريرة ودماراً هائلاً، إذ لا يقومون بتلك الأمور بقدراتهم وقوتهم الذاتية، بل إن أغلبَ أعمالهم ليس فيها فعلٌ وقدرة حقيقية، وإنما هي من نوع تركِ الفعل، وتعطيلِ العمل، وصدٍّ للخير، فيعملون الشرّ بالصَّرفِ عن الخير، فتحصل الشرورُ.
لأن الشرور والمهالك هي من نوع الهدم والتخريبِ فلا يلزم أن تكون علّتُها إيجاداً فاعلاً، ولا قدرةً مُوجِدةً، إذ يمكن التخريب الهائل بأمر عدمي، وبإفساد شرطٍ. ولعدم وضوح هذا السرّ عند المجوس فقد اعتقدوا بوجود خالقٍ للخير وأسمَوه «يزدان» وخالقٍ
Yükleniyor...