بحقيقة التوحيد، ومشدودة مع سر «الفردية». فلولا ذلك السرّ لبقيت هذه الرغبات عقيمةً دون نتائج، قاصرةً عن بلوغ مداها، مبتورة منكمشة. ولولا تصرف الواحد الأحد في الكون كله لما اطمأنّت ولا حصلت تلك الرغبات، ولو حصلت حصلت مبتورة.
فالإيمان بالوحدانية، وبقدرة «الفرد الواحد الأحد» المطلقة إذن هو وحدَه الكفيل بإحلال الطمأنينة والسكون في تلك الرغبات المتأججة لدى الإنسان. من أجل هذا السر العظيم نرى القرآن الكريم يذكر التوحيد والوحدانية بكل حرارة وشوق، ويكررها بكل حلاوة وذوق، وأن الأنبياء -عليهم السلام- والأصفياء والعلماء والأولياء الصالحين يجدون بغيتهم وذوقهم السامي، بل منتهى سعادتهم في أفضل ما قالوه: «لا إله إلّا هو».
الإشارة السابعة:
إنَّ هذا التوحيد الحقيقي، بجميع مراتبه، وبأتمّ صورته الكاملة، قد أثبته وأعلنه وفهّمه وبلّغه محمدﷺ، فلابد أن رسالته ثابتةٌ وقاطعة كقطعية ثبوت التوحيد نفسه؛ لأنه: لما كان التوحيدُ هو أعظم حقيقة في عالم الوجود، وأن الرسول الأعظم ﷺ هو الذي تولى تبليغَه وتعليمه بجميع حقائقه، فلابد أن جميع البراهين التي تثبت التوحيد، تكون بدورها براهينَ لإثبات رسالته وأدلةً على صدق نبوته وأحقّية دعوته ﷺ، فرسالةٌ كهذه الرسالة العظمى التي تضم أُلوفاً من أمثال هذه الحقائق السامية وتكشف عن حقيقة التوحيد وترشد إليه وتلقنه، لا شك أنها رسالة يقتضيها ذلك التوحيد وتلك الفردية. فمَن ذا غيرُ محمد ﷺ الذي أدّى الأمانة على أفضل وجه وبلّغ الرسالة على أجمل صورة؟.
سنذكر ثلاثة نماذج، مثالاً لتلك الأدلة الكثيرة والأسباب العديدة التي تشهد بعظمة الشخصية المعنوية لهذا النبي الكريم ﷺ وتدل على علوّ منزلته الرفيعة، وتبيّن أنه السراج المنير لهذه الكائنات وشمسها الساطعة.
الدليل الأول: إنَّ ثواب جميع الحسنات التي ينالها جميعُ أفراد الأمة، وعلى مدى جميع العصور، مكتوبٌ مثلُه في صحيفة حسناته ﷺ، إذ هو السبب في نيل كل ثواب تناله أمتُه إلى يوم القيامة، حيث «السبب كالفاعل».. تأمل في هذا ثم فكّر في المقام المعظم اللائق الذي يقتضيه مجموعُ الأدعية غير المحدودة من الصلوات المقبولة المرفوعة يومياً من الأمة كافة..
فالإيمان بالوحدانية، وبقدرة «الفرد الواحد الأحد» المطلقة إذن هو وحدَه الكفيل بإحلال الطمأنينة والسكون في تلك الرغبات المتأججة لدى الإنسان. من أجل هذا السر العظيم نرى القرآن الكريم يذكر التوحيد والوحدانية بكل حرارة وشوق، ويكررها بكل حلاوة وذوق، وأن الأنبياء -عليهم السلام- والأصفياء والعلماء والأولياء الصالحين يجدون بغيتهم وذوقهم السامي، بل منتهى سعادتهم في أفضل ما قالوه: «لا إله إلّا هو».
الإشارة السابعة:
إنَّ هذا التوحيد الحقيقي، بجميع مراتبه، وبأتمّ صورته الكاملة، قد أثبته وأعلنه وفهّمه وبلّغه محمدﷺ، فلابد أن رسالته ثابتةٌ وقاطعة كقطعية ثبوت التوحيد نفسه؛ لأنه: لما كان التوحيدُ هو أعظم حقيقة في عالم الوجود، وأن الرسول الأعظم ﷺ هو الذي تولى تبليغَه وتعليمه بجميع حقائقه، فلابد أن جميع البراهين التي تثبت التوحيد، تكون بدورها براهينَ لإثبات رسالته وأدلةً على صدق نبوته وأحقّية دعوته ﷺ، فرسالةٌ كهذه الرسالة العظمى التي تضم أُلوفاً من أمثال هذه الحقائق السامية وتكشف عن حقيقة التوحيد وترشد إليه وتلقنه، لا شك أنها رسالة يقتضيها ذلك التوحيد وتلك الفردية. فمَن ذا غيرُ محمد ﷺ الذي أدّى الأمانة على أفضل وجه وبلّغ الرسالة على أجمل صورة؟.
سنذكر ثلاثة نماذج، مثالاً لتلك الأدلة الكثيرة والأسباب العديدة التي تشهد بعظمة الشخصية المعنوية لهذا النبي الكريم ﷺ وتدل على علوّ منزلته الرفيعة، وتبيّن أنه السراج المنير لهذه الكائنات وشمسها الساطعة.
الدليل الأول: إنَّ ثواب جميع الحسنات التي ينالها جميعُ أفراد الأمة، وعلى مدى جميع العصور، مكتوبٌ مثلُه في صحيفة حسناته ﷺ، إذ هو السبب في نيل كل ثواب تناله أمتُه إلى يوم القيامة، حيث «السبب كالفاعل».. تأمل في هذا ثم فكّر في المقام المعظم اللائق الذي يقتضيه مجموعُ الأدعية غير المحدودة من الصلوات المقبولة المرفوعة يومياً من الأمة كافة..
Yükleniyor...