∑اللمعة الثالثة>

لقد مازجَ هذه اللمعة شيءٌ من الأذواق والمشاعر، فأرجو عدم تقييمها بموازين علم المنطق؛ لأن ما تجيش به المشاعر لا يراعي كثيراً قواعد العقل ولا يعير سمعاً إلى موازين الفكر.

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

﹛﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَاِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾|﹜ (القصص: ٨٨)


هذه الآية العظيمة تفسرها جملتان تعبّران عن حقيقتين مهمتين بحيث اتخذهما قسمٌ من شيوخ الطريقة النقشبندية بمثابة زبدة الأوراد لديهم، يؤدون بهما ختمَتَهم الخاصة. والجملتان هما: «يا باقي أنت الباقي. يا باقي أنت الباقي» .

ولما كانت هاتان الجملتان تنطويان على معان جليلة لتلك الآية الكريمة، فسنذكر بضعَ نكات لبيان الحقيقتين اللتين تعبّران عنهما:

النكتة الأولى

إن ترديد «يا باقي أنت الباقي» للمرة الأولى، يجرّد القلبَ مما سوى الله تعالى، فيُجري ما يشبه عمليةً جراحية فيه، ويقطعُه عما سواه سبحانه. وتوضيح هذا:

إنَّ الإنسان بما أودع الله فيه من ماهيةٍ جامعة يرتبط مع أغلب الموجودات بأواصرَ ووشائج شتى. ففي تلك الماهية الجامعة من الاستعداد غير المحدود للمحبة ما يجعله يكنّ

Yükleniyor...