الأمور إذا ما وجد سلطانان في بلد، ومسؤولان في مدينة، ومديران في قصبة، ومثلما يرفض أبسط موظف تدخل أحد في شأن من شؤونه التي تخص وظيفته..
كل ذلك دلالة على أن الخاصة الأساسية للحاكمية إنما هي: «الاستقلال» و«الانفراد» فالانتظام يقتضي الوحدة كما أن الحاكمية تقتضي الانفراد. فإذا كان ظلٌ باهت زائل للحاكمية لدى هذا الإنسان العاجز الفقير يردّ المداخلة بقوة، فكيف بالحاكمية الحقيقية التي هي في مرتبة الربوبية المطلقة لدى القدير المطلق سبحانه؟ ألا تردّ الشرك وترفضه رفضاً باتاً؟.
فلو أُفترض التدخل -ولو بمقدار ذرة- لاختلط الانتظام والتناسق واختلّ النظام والميزان!. مع العلم أن هذا الكون قد أُبدع إبداعاً رائعاً إلى حد يلزم لِخَلْق بذرة واحدة قدرةٌ قادرة على خلق شجرة كاملة، ويلزم لخلق شجرة واحدة قدرة قادرة لإبداع الكون كله. وإذا ما افتُرض وجود شريك في الكون كله وَجَب أن يظهر نصيبهُ في التدخل لخلقِ أصغر بذرة مثلاً -إذ البذرة نموذج الكائنات- وعندئذ يلزم استقرار ربوبيتين -لا يسَعهما الكونُ العظيم- في بذرة صغيرة، بل في ذرة!! وهذا من أسخف المحالات والخيالات الباطلة وأبعدِها عن المنطق والعقل.
فاعلم من هذا، ما أتفهَ الشرك والكفر من خرافة! وما أكذبَهما من كلمة! وما أفظعهما من افتراء! إذ يقتضيان عجز القدير المطلق الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا، والذي بيده مقاليد السماوات والأرض يديرهما بميزان عدله ونظام حكمته.. يقتضيان عجزَه سبحانه حتى في بذرة صغيرة!! واعلم! أن أصوبَ التوحيد من حق وحقيقة! وما أعدلَه من صدق وصواب! أدرك هذا وذاك وقل: الحمد لله على الإيمان.
النقطة الثالثة:
إنَّ الصانع القدير باسمه «الحَكَم والحكيم» قد أدرج في هذا العالم ألوفَ العوالم المنتظمة البديعة، وبوّأ الإنسان -الذي هو أكثرُ من يمثل الحِكَم المقصودة في الكون وأفضل مَن يظهرها- موقعَ الصدارة، وجعله بمثابة مركز تلك العوالم ومحورِها؛ إذ يتطلع ما فيها من حِكَم ومصالح إلى الإنسان. وجعل الرزق بمثابة المركز في دائرة حياة الإنسان؛ فتجد أن معظمَ الحِكَم والغايات وأغلبَ المصالح والفوائد -ضمن عالم الإنسان- تتوجه إلى ذلك الرزق
كل ذلك دلالة على أن الخاصة الأساسية للحاكمية إنما هي: «الاستقلال» و«الانفراد» فالانتظام يقتضي الوحدة كما أن الحاكمية تقتضي الانفراد. فإذا كان ظلٌ باهت زائل للحاكمية لدى هذا الإنسان العاجز الفقير يردّ المداخلة بقوة، فكيف بالحاكمية الحقيقية التي هي في مرتبة الربوبية المطلقة لدى القدير المطلق سبحانه؟ ألا تردّ الشرك وترفضه رفضاً باتاً؟.
فلو أُفترض التدخل -ولو بمقدار ذرة- لاختلط الانتظام والتناسق واختلّ النظام والميزان!. مع العلم أن هذا الكون قد أُبدع إبداعاً رائعاً إلى حد يلزم لِخَلْق بذرة واحدة قدرةٌ قادرة على خلق شجرة كاملة، ويلزم لخلق شجرة واحدة قدرة قادرة لإبداع الكون كله. وإذا ما افتُرض وجود شريك في الكون كله وَجَب أن يظهر نصيبهُ في التدخل لخلقِ أصغر بذرة مثلاً -إذ البذرة نموذج الكائنات- وعندئذ يلزم استقرار ربوبيتين -لا يسَعهما الكونُ العظيم- في بذرة صغيرة، بل في ذرة!! وهذا من أسخف المحالات والخيالات الباطلة وأبعدِها عن المنطق والعقل.
فاعلم من هذا، ما أتفهَ الشرك والكفر من خرافة! وما أكذبَهما من كلمة! وما أفظعهما من افتراء! إذ يقتضيان عجز القدير المطلق الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا، والذي بيده مقاليد السماوات والأرض يديرهما بميزان عدله ونظام حكمته.. يقتضيان عجزَه سبحانه حتى في بذرة صغيرة!! واعلم! أن أصوبَ التوحيد من حق وحقيقة! وما أعدلَه من صدق وصواب! أدرك هذا وذاك وقل: الحمد لله على الإيمان.
النقطة الثالثة:
إنَّ الصانع القدير باسمه «الحَكَم والحكيم» قد أدرج في هذا العالم ألوفَ العوالم المنتظمة البديعة، وبوّأ الإنسان -الذي هو أكثرُ من يمثل الحِكَم المقصودة في الكون وأفضل مَن يظهرها- موقعَ الصدارة، وجعله بمثابة مركز تلك العوالم ومحورِها؛ إذ يتطلع ما فيها من حِكَم ومصالح إلى الإنسان. وجعل الرزق بمثابة المركز في دائرة حياة الإنسان؛ فتجد أن معظمَ الحِكَم والغايات وأغلبَ المصالح والفوائد -ضمن عالم الإنسان- تتوجه إلى ذلك الرزق
Yükleniyor...