«نكتتان»

الفقرات التالية عبارة عن نكتتين:

الأولى: تخص الأخلاق، كتبت لمناسبة ظهور حالات غير مريحة في سجن «أسكي شهر» من جراء انقباض النفوس.

الثانية: نكتة لطيفة لآية كريمة لطيفة مشهورة إلّا أنها ظلت مستورة.

النكتة الأولى:

إنَّ من كمال الله سبحانه وسعة رحمته وطلاقة عدالته أن أدرج ثواباً ضمن أعمال البر، وأخفى عقاباً معجلاً في أعمال الفساد والسيئات. فقد أدرج طي الحسنات لذائذَ وجدانية معنوية بما يذكّر بنعَم الآخرة، وأدرج في ثنايا السيئات أعذبةً معنوية بما يحسس بعذاب الآخرة الأليم.

فمثلاً: إن إفشاء المحبة والسلام في صفوف المؤمنين، إنما هو حسنةٌ كريمة للمؤمن، فله ضمن هذه الحسنة لذة معنوية وذوق وجداني وانشراح قلبي ممَّا يذكّر بثواب الآخرة المادي. ومن يتفقد قلبَه يشعر بهذا الذوق.

ومثلاً: إنَّ بث الخصومةَ والعداء بين المؤمنين إنما هو سيئةٌ قبيحة. فهذه السيئة تنطوي على عذاب وجداني وأيّ عذاب، بحيث يأخذ بخناق القلب والروح معاً، فكل من يملك روحاً حساسةً وهمة عالية يشعر بهذا العذاب.

ولقد مررتُ بنفسي -طوال حياتي- بأكثر من مائة تجربة على هذا النوع من السيئات. فكنت كلما حملتُ عداءً على أخ مؤمن تجرعتُ عذاب تلك العداوة، حتى لم يبق لي ريب من أن هذا العذاب إنما هو عقاب معجّل لسيئتي التي ارتكبتُها. فأُعاقب عليها وأُعذب بها.


Yükleniyor...