وهكذا عندما سرى هذا التشبيهُ العلمي الراقي بمرور الزمن إلى كلام العوام غدا التشبيه تنيناً عظيماً مجسماً يبتلع القمرَ!.
وكذلك المَلَكان العظيمان المسمّيان بالثور والحوت، قد أُطلق عليهما هذان الاسمان في تشبيه لطيف سامٍ، وفي إشارة ذات مغزى. ولكن لما انتقل التشبيهُ اللطيف، من لسان النبوة البليغ السامي إلى لسان العوام، بمرور الزمن، انقلب التشبيهُ إلى حقيقة واقعة، فاتخذ المَلكان صورةَ ثورٍ ضخم وحوتٍ هائل.
الأساس الثالث: كما أن للقرآن الكريم متشابهاتٍ، يرشد المسائل الدقيقة العميقة للعوام بالتشبيه والتمثيل، كذلك للحديث الشريف متشابهاتٌ يعبّر عن الحقائق الواسعة بتشبيهاتٍ مأنوسة لدى العوام. مثال ذلك ما ذكرناه في رسائل أخرى:
أنه عندما سُمع دويّ في مجلس الرسول ﷺ قال: «هذا حجر يتدحرج منذ سبعين سنة في جهنم فالآن حين وصل إلى قعرها». (2) وبعد مضي دقائق جاء أحدهم وقال: «إن المنافق الفلاني المعلوم الذي يبلغ سبعين سنة من العمر قد مات». فأعلن عن الحقيقة الواقعة بالتشبيه البليغ الذي ذكره الرسول ﷺ.
أما عن سؤالك يا أخي فسنذكر له ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أنَّ الله سبحانه قد عين أربعاً من الملائكة العظام في العرش والسماوات للإشراف على سلطنة ربوبيته. اسم واحد منهم «النسر» واسم آخر «الثور». (3)
Yükleniyor...