النبوية ما اعتاد عليه أهلُ الجزيرة العربية من تعطيل نسبي للأعمال عند اشتداد الحر من الظهر حسب محيطهم. وهذا النوم يطيل العمرَ ويزيد الرزق؛ لأنَّ نصف ساعة من القيلولة يعادل ساعتين من نوم الليل، أي إنه يزيد عمرَ يومه ساعةً ونصفَ الساعة. وينقذ ساعةً ونصف الساعة أيضاً من النوم الذي هو صنو الموت، ويحييها بتزييد وقت عمله كسباً للرزق، فيطيل زمن السعي والعمل.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


وهذه خاطرة جميلة

حينما كنت اقرأ جملة «ألفُ ألفِ صلاةٍ وألف ألف سلام عليك يا رسول الله» عقب الصلاة، تراءت لي من بعيد خاطرةٌ لطيفة انكشفت من تلك الصلوات، إلّا أنني لم أتمكن من اقتناصها كاملة، ولكن سأشير إلى بعض جمَلها:

رأيت أن عالَم الليل شبيهٌ بمنزل جديد يُفتح لدار الدنيا.. دخلت ذلك العالم في صلاة العشاء، ومن انبساط فوق العادة للخيال وبحكم ارتباط ماهية الإنسان مع الدنيا قاطبة رأيت أنَّ هذه الدنيا العظيمة قد أصبحت في ذلك الليل منزلا صغيراً جداً حتى لا يكاد يرى ما فيه من بشر وذوي حياة. ورأيت -خيالاً- أن ليس هناك من ينوّر ذلك المنزل إلّا الشخصية المعنوية للرسول ﷺ حتى امتلأت أرجاؤه بهجة وأنساً وسروراً.

وكما يبدأ الشخصُ بالسلام عند دخوله المنزل، كذلك وجدت في نفسي شوقاً هائلاً ورغبة جياشة إلى القول: ألف ألف سلام عليك يا رسول الله .. (13) ومن هنا وجدت نفسي كأنني أُسلّم عليه بعدد الإنس والجن وأعبر بسلامي هذا عن تجديد البيعة له والرضى برسالته

Yükleniyor...