حول «القيلولة»

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

﹛﴿ اَوْ هُمْ قَٓائِلُونَ ﴾|﹜


لقد اهتم «رأفت» بمعنى كلمة «قائلون» الواردة في الآية الكريمة:

﹛﴿ اَوْ هُمْ قَٓائِلُونَ ﴾|﹜ (الأعراف: ٤)


فكُتب هذا البحث لمناسبة استفساره عنها، ولئلا يعطّل قلمَه الألماسي، بما يصيبه من انحلال في الجسم بسبب نومه بعد صلاة الفجر كالآخرين معه في السجن.

النوم على أنواع ثلاثة:

الأول: الغيلولة: وهي النوم بعد الفجر حتى انتهاء وقت الكراهة. هذا النوم مخالفٌ للسنة المطهرة؛ إذ يورث نقصان الرزق، وزوال بركته، كما هو وارد في الحديث الشريف. حيث إن أفضل وقت لتهيئة مقدمات السعي لكسب الرزق هو في الجو اللطيف، عقب الفجر، ولكن بعد مضيه يطرأ على الإنسان خمول وانحلال، مما يضرّ بسعيه في ذلك اليوم، وبدوره يضر بالرزق، كما يسبب زوال بركته، وقد ثبت هذا بتجارب كثيرة.

الثاني: الفيلولة: وهي النوم بعد صلاة العصر حتى المغرب، هذا النوم يسبب نقصانَ العمر، أي يتناقص عمر الإنسان مادياً في اليوم الذي يشوبه النوم المورث للغفلة؛ إذ يبدو ذلك اليوم قصيراً ناقصاً مثلما يكون قضاءُ وقت العصر بالنوم في حكم عدم رؤية نتائج معنوية لذلك اليوم، تلك النتائج التي تتظاهر على الأغلب في ذلك الوقت. فيكون الإنسان كأنه لم يعش ذلك اليوم.

الثالث: القيلولة: وهي سنة نبوية شريفة، ويبدأ وقتُها من الضحى إلى ما بعد الظهر بقليل. ومع كون هذا النوم من السنة المطهرة (12) فانه يُعين على قيام الليل، وقد رسّخ هذه السنة

Yükleniyor...