نعم، إن الذي يدبّر أمور الكون ويهيمن على شؤونه بسهولة ويُسر كإدارة قصر أو بيت.. والذي يحرك النجومَ وأجرامَ السماء كالذرات بمنتهى الحكمة والسهولة.. والذي تنقاد إليه الذراتُ وتأتمر بأمره وتخضع لحكمه.. إن الذي يفعل هذا كله هو الله القدوسُ سبحانه.. فكما أنه منزّه ومقدّس عن الشرك؛ فلا شريكَ له، ولا نظيرَ، ولا ضدّ ولا ندّ، فليس له قطعاً مثيلٌ ولا مثالٌ ولا شبيهٌ ولا صورةٌ أيضاً، وذلك بنص الآية الكريمة: ﹛﴿ لَيْسَ كَمِثْلِه۪ شَيْءٌۚ وَهُوَ السَّم۪يعُ الْبَص۪يرُ ﴾|﹜ (الشورى: ١١) إلّا أن شؤونه الحكيمة وصفاتِه الجليلة وأسماءه الحسنى يُنظَر إليها بمنظار التمثيل والمَثَل حسب مضمون الآية الكريمة: ﹛﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾|﹜ (الروم: ٢٧). أي إن المَثَل والتمثيل واردٌ في النظر إلى شؤونه الحكيمة سبحانه.
ولهذا الحديث الشريف مقاصدُ جليلةٌ كثيرة، منها: أنَّ الإنسان مخلوقٌ على صورة تُظهِر تجلي اسم الله «الرحمن» إظهاراً تاماً. فلقد بينا في الأسرار السابقة أنه مثلما يتجلى اسمُ «الرحمن» من شعاعات مظاهر ألف اسمٍ واسم من الأسماء الحسنى على وجه الكون، ومثلما يُعْرَض اسمُ «الرحمن» بتجليات لا تحدّ للربوبية المطلقة على سيماء الأرض، كذلك يُظهِر سبحانه التجلي الأتم لذلك الاسم «الرحمن» في الصورة الجامعة للإنسان، يُظهِره بمقياسٍ مصغر بمِثلِ ما يُظهره في سيماء الأرض وسيماء الكون بمقياس أوسعَ وأكبر.
وفي الحديث الشريف إشارةٌ كذلك إلى أن في الإنسان والأحياء من المظاهر الدالة على «الرحمن الرحيم» ما هو بمثابة مرايا عاكسة لتجلياته سبحانه، فدلالةُ الإنسان عليه سبحانه ظاهرة قاطعة جليّة، تشبه في قطعيتها وجلائها دلالةَ المرآة الساطعة بصورة الشمس وانعكاسها على الشمس نفسها. فكما يمكن أن يقال لتلك المرآة: إنها الشمس، إشارة إلى مدى سطوعها ووضوح دلالتها عليها، كذلك يصح أن يقال -وقد قيل في الحديث- إن في الإنسان صورةَ «الرحمن»، إشارةً إلى وضوح دلالته على اسم «الرحمن» وكمال مناسبته معه ووثوق علاقته به. هذا وإن المعتدلين من أهل وحدة الوجود قد قالوا: «لا موجود إلّا هو» بناء على هذا السر من وضوح الدلالة، وعنواناً على كمال المناسبة.
اللّهمَ يا رَحمن يا رحِيم بحق ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ ارحمنا كما يليق بِرَحِيمِيَّتِكَ، وفهّمنا أسرار ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ كما يليق برَحمانِيَّتك آمين.
ولهذا الحديث الشريف مقاصدُ جليلةٌ كثيرة، منها: أنَّ الإنسان مخلوقٌ على صورة تُظهِر تجلي اسم الله «الرحمن» إظهاراً تاماً. فلقد بينا في الأسرار السابقة أنه مثلما يتجلى اسمُ «الرحمن» من شعاعات مظاهر ألف اسمٍ واسم من الأسماء الحسنى على وجه الكون، ومثلما يُعْرَض اسمُ «الرحمن» بتجليات لا تحدّ للربوبية المطلقة على سيماء الأرض، كذلك يُظهِر سبحانه التجلي الأتم لذلك الاسم «الرحمن» في الصورة الجامعة للإنسان، يُظهِره بمقياسٍ مصغر بمِثلِ ما يُظهره في سيماء الأرض وسيماء الكون بمقياس أوسعَ وأكبر.
وفي الحديث الشريف إشارةٌ كذلك إلى أن في الإنسان والأحياء من المظاهر الدالة على «الرحمن الرحيم» ما هو بمثابة مرايا عاكسة لتجلياته سبحانه، فدلالةُ الإنسان عليه سبحانه ظاهرة قاطعة جليّة، تشبه في قطعيتها وجلائها دلالةَ المرآة الساطعة بصورة الشمس وانعكاسها على الشمس نفسها. فكما يمكن أن يقال لتلك المرآة: إنها الشمس، إشارة إلى مدى سطوعها ووضوح دلالتها عليها، كذلك يصح أن يقال -وقد قيل في الحديث- إن في الإنسان صورةَ «الرحمن»، إشارةً إلى وضوح دلالته على اسم «الرحمن» وكمال مناسبته معه ووثوق علاقته به. هذا وإن المعتدلين من أهل وحدة الوجود قد قالوا: «لا موجود إلّا هو» بناء على هذا السر من وضوح الدلالة، وعنواناً على كمال المناسبة.
اللّهمَ يا رَحمن يا رحِيم بحق ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ ارحمنا كما يليق بِرَحِيمِيَّتِكَ، وفهّمنا أسرار ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ كما يليق برَحمانِيَّتك آمين.
Yükleniyor...