الجزئيات شيء آخر. فإن لم يوجد فردٌ من أفراد كثيرة لذلك المعنى الكلي فلا يُنكَر ذلك المعنى الكلي. علماً أن هناك سبعةَ أفراد ظاهرةٍ مصدّقة للأفراد الكثيرة للمعنى الكلي للسماوات السبع والأرضين السبع.

ثانياً: إن صراحة الآية الكريمة: ﹛﴿ اَللّٰهُ الَّذ۪ي خَلَقَ سَبْعَ سَمٰوَاتٍ وَمِنَ الْاَرْضِ مِثْلَهُنَّ... ﴾|﹜ (الطلاق:١٢) لا تذكر أن الأرض سبع طبقات. بل ظاهرها يفيد: أن الله خلق الأرض جاعلاً منها مسكناً لمخلوقاته كالسماوات السبع، فلا تقول الآية: خلقت الأرض سبع طبقات. أما المثلية (للسماوات) فهي تشبيه بها من حيث كونها مخلوقةً ومسكناً للمخلوقات.

الإشارة الثانية:

إنَّ الأرض مهما كانت صغيرة جداً بالنسبة للسماوات، إلّا أنها تعدلها وتوازيها من حيث إنها في حكم معرض للمصنوعات الإلهية التي لاتحد وموضع إشهارها ومركزها. فهي بهذا تعدل السماوات العظيمة وتوازيها، إذ هي كالقلب والمركز المعنوي للسماوات، كما يعدل قلبُ الإنسان الجسد.

ولهذا فقد فُهم من الآيات الكريمة أن الأرض سبع طبقات:

إذ الأرض سبعةُ أقاليم منذ القديم بمقياس مصغر.

ثم هي سبعُ قارات وهي المعروفة باسم أوروبا وإفريقيا وأوقيانوسيا (أستراليا) وآسيتين وأمريكتين.

ثم هي سبعُ قطع معروفة في هذا الوجه وفي الوجه الآخر العالم الجديد. وهي الشرق والغرب والشمال والجنوب مع البحار.

ثم هي سبعُ طبقات متصلة متباينة ابتداءً من مركزها إلى قشرتها الظاهرة، كما هو ثابت علماً.

ثم هي ذاتُ عناصرَ سبعةٍ مشهورة تعبّر عنها بالطبقات السبع والمتضمنة لسبعين عنصراً من العناصر الجزئية البسيطة التي أصبحت هي مدار الحياة.

Yükleniyor...