ملوثة، (5) فكأن الإصبع تقول بهذا الانثناء: لا يجوز لك أن تغمسني في نور القرآن الكريم ثم تغرقني في ظلمة الدعاوى. فنبهتْه..

وعلى كل حال، فقد وضعتُ نفسي موضع «خلوصي»، وتكلمت بدلاً منه، فالسيد حقي أيضاً مثلُه تماماً. فإن لم يرضَ بوكالتي عنه فليكتب بنفسه اللطمةَ التي تلقاها.

السادس: هو «السيد بكر»(∗) وسأتولى مهمة الكلام عنه لعدم حضوره معنا مثلما تكلمتُ بدلاً عن أخي عبد المجيد، فهو مثلُه أيضاً، أتوكل عنه معتمداً على إخلاصه ووفائه وصداقته الصميمة وثباته في الخدمة، واستناداً إلى ما يرويه «السيد سليمان»(∗) و«الحافظ توفيق الشامي»(∗) وأمثالُهم من الإخوة الأحبة:

إن السيد بكر هو الذي تولّى القيام بطبع «الكلمة العاشرة» في إستانبول، فأردنا طبع «رسالة المعجزات القرآنية» أيضاً هناك قبل إحداث الحروف اللاتينية الحديثة، أرسلتُ رسالة كتبتُ له فيها: سنرسل لك ثمنَ طبع هذه الرسالة مع ثمن الرسالة السابقة. ولكنه عندما لاحظ أن الطبع يكلّف أربعمائة ليرة، وهو يعلم ما أنا فيه من فقر، أراد هو أن يدفع المبلغ من خالص مالِه وخطر ببالِه أنني لا أرضى بهذا العمل، فخدعته نفسُه فلم يباشر بالطبع، فأصاب الخدمةَ القرآنية من جراء تفكيره هذا ضررٌ بالغ.. وبعد مرور شهرين سُرِقَت منه تسعمائة ليرة، فكانت لطمةً رؤوفة وشديدة تجاه ما أصاب العمل من فتور. نسأل الله أن يجعل تلك الأموالَ الضائعة بمثابة صدقةٍ عن نفسه.

السابع: هو «الحافظ توفيق» الملقّب بالشامي، وسيورد بنفسه الحادثة:

نعم، لقد قمت بأعمال ساقتني إلى الفتور في خدمة القرآن. فأتتني لطمةٌ من جرائها، وتيقّنتُ بما لا يقبل الشك أن هذه اللطمةَ ليست إلّا من تلك الجهة، إذ كانت نتيجةَ خطأ مني في التفكير وجهلٍ مني في التقدير.

اللطمة الأولى: عندما وزّع الأستاذ أجزاء القرآن الكريم علينا، كان حظي منها كتابة ثلاثة أجزاء، حيث قد أنعم الله عليَّ قدرةً على كتابة الحروف العربية وتجويدِها كخط القرآن الكريم. فالشوق إلى كتابة كتاب الله العزيز ولَّد فيّ فتوراً عن كتابة مسوّدات الرسائل


Yükleniyor...