ولقد وضّحنا في «الموقف الثاني من الكلمة الثانية والثلاثين» أمثلة ثلاثة تبين جريان هذه القواعد الأساسية في تجليات الأسماء الحسنى، نرى من المناسب اختصارها هنا فنقول:
إنَّ الذي يملك رحمة فائقة وهمة عالية مع منتهى الكرم والسخاء، يسعده جداً أن يغدق على فقراء مدقعين ومحاويج مضطرين ويتفضل عليهم بكرمه وجوده، فيُعدّ لهم موائدَ ولائم فاخرة ومأكولات نفيسة على متن سفينة عامرة تجري بهم في بحار الأرض ليُدخل البهجةَ والسرور في قلوبهم ضمن سياحة جميلة ونزهة لطيفة.. فهذا الشخص يستمتع من مظاهر الشكر المنبعثة من أولئك الفقراء، وينشرح صدرُه انشراحاً عظيماً وهو يشاهد تمتعهم بمباهج النعم والآلاء، ويفتخر بسرورهم ويزهو بفرحهم.. كل ذلك بمقتضى ما أودع الله في فطرته من سجايا سامية وصفات رفيعة.
فإذا كان الإنسان الذي هو بمثابة أمينٍ على ودائع الخالق الكريم وموظفٍ للتوزيع ليس إلّا ، إذا كان يستمتع وينشرح ويتلذذ إلى هذا القدر لدى إكرامه الآخرين في ضيافة جزئية، فكيف إذن يا ترى ب«الحي القيوم» - ﹛﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾|﹜ - الذي تنطلق إليه آياتُ الحمد والشكر وتُرفع إليه أكفُّ الثناء والرضى بالدعاء والتضرع من مخلوقاتٍ لا حدّ لهم من الأحياء إلى الإنسان والملائكة والجن والأرواح، الذين حملهم في سفينة الرحمن -الأرض- وأسبغ عليهم نِعَمه ظاهرةً وباطنة بأنواع مطعوماته المنسجمة تماماً مع ما غرز فيهم من أذواق وأرزاق، وتفضَّل عليهم بهذه السياحة الربانية في أرجاء الكون. فضلاً عن جعله كلَّ جنةٍ من جنانه في دار الخلود، دار ضيافة دائمة مُعدَّة فيها كل ما تشتهيه الأنفسُ وتلذ الأعين... فجميعُ آيات الشكر والحمد والرضى المنطلقة من جميع المخلوقات قاطبة والمنبعثة من سرورهم وفرحهم وابتهاجهم بالنعم والآلاء العميمة عليهم والمتوجهة كلها إلى «الحي القيوم» تولَّد من الشؤون الإلهية، المقدسة التي تقتضي هذه الفعالية الدائمة والخلاقية المستمرة، تلك الشؤون التي يَعجز التعبيرُ عنها ولم يؤذَن لنا بالإفصاح عنها، بل ربما يُشار إليها بأسماء: الرضى المقدس والافتخار المقدس و اللذة المقدسة وما شابهها من الأسماء التي نُعبّر بها -نحن البشر- عن معاني الربوبية المنزّهة.
إنَّ الذي يملك رحمة فائقة وهمة عالية مع منتهى الكرم والسخاء، يسعده جداً أن يغدق على فقراء مدقعين ومحاويج مضطرين ويتفضل عليهم بكرمه وجوده، فيُعدّ لهم موائدَ ولائم فاخرة ومأكولات نفيسة على متن سفينة عامرة تجري بهم في بحار الأرض ليُدخل البهجةَ والسرور في قلوبهم ضمن سياحة جميلة ونزهة لطيفة.. فهذا الشخص يستمتع من مظاهر الشكر المنبعثة من أولئك الفقراء، وينشرح صدرُه انشراحاً عظيماً وهو يشاهد تمتعهم بمباهج النعم والآلاء، ويفتخر بسرورهم ويزهو بفرحهم.. كل ذلك بمقتضى ما أودع الله في فطرته من سجايا سامية وصفات رفيعة.
فإذا كان الإنسان الذي هو بمثابة أمينٍ على ودائع الخالق الكريم وموظفٍ للتوزيع ليس إلّا ، إذا كان يستمتع وينشرح ويتلذذ إلى هذا القدر لدى إكرامه الآخرين في ضيافة جزئية، فكيف إذن يا ترى ب«الحي القيوم» - ﹛﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾|﹜ - الذي تنطلق إليه آياتُ الحمد والشكر وتُرفع إليه أكفُّ الثناء والرضى بالدعاء والتضرع من مخلوقاتٍ لا حدّ لهم من الأحياء إلى الإنسان والملائكة والجن والأرواح، الذين حملهم في سفينة الرحمن -الأرض- وأسبغ عليهم نِعَمه ظاهرةً وباطنة بأنواع مطعوماته المنسجمة تماماً مع ما غرز فيهم من أذواق وأرزاق، وتفضَّل عليهم بهذه السياحة الربانية في أرجاء الكون. فضلاً عن جعله كلَّ جنةٍ من جنانه في دار الخلود، دار ضيافة دائمة مُعدَّة فيها كل ما تشتهيه الأنفسُ وتلذ الأعين... فجميعُ آيات الشكر والحمد والرضى المنطلقة من جميع المخلوقات قاطبة والمنبعثة من سرورهم وفرحهم وابتهاجهم بالنعم والآلاء العميمة عليهم والمتوجهة كلها إلى «الحي القيوم» تولَّد من الشؤون الإلهية، المقدسة التي تقتضي هذه الفعالية الدائمة والخلاقية المستمرة، تلك الشؤون التي يَعجز التعبيرُ عنها ولم يؤذَن لنا بالإفصاح عنها، بل ربما يُشار إليها بأسماء: الرضى المقدس والافتخار المقدس و اللذة المقدسة وما شابهها من الأسماء التي نُعبّر بها -نحن البشر- عن معاني الربوبية المنزّهة.
Yükleniyor...