تُرى ما الحكمة من وراء هذا الظهور لنا لفترة قصيرة كهذه؟..كنت في لهفة شديدة للوصول إلى معرفة السر.. فأدركني لطفُ الرب الجليل سبحانه.. فوجدت -في ذلك الوقت- حكمةً مهمة من حِكَم مجيء الموجودات -ولاسيما الأحياء- إلى مدرسة الأرض، والحكمة هي: أن كل شيء -ولاسيما الأحياء- إنما هي كلمة إلهية ورسالة ربانية وقصيدةٌ عصماء، وإعلانٌ صريح في منتهى البلاغة والحكمة. فبعد أن يصبح ذلك الشيء موضعَ مطالعة جميع ذوي الشعور، ويفي بجميع معانيه لهم ويستنفد أغراضَه، تتلاشى صورتُه الجسدية وتختفي مادتُه تلك التي هي: بحكم لفظ الكلمة وحروفها، تاركة معانيها في الوجود. لقد كفتني معرفة هذه الحكمة طوال سنة.. ولكن بعد مضيها انكشفت أمامي المعجزاتُ الدقيقة في المصنوعات والإتقان البديع فيها ولاسيما الأحياء. فتبيّن لي: أنَّ هذا الإتقان البديع جداً والدقيق جداً في جميع المصنوعات ليس لمجرد إفادة المعنى أمام أنظار ذوي الشعور؛ إذ رغم أن ما لا يحد من ذوي الشعور يطالعون كلَّ موجود إلّا أن مطالعتهم -مهما كانت- فهي محدودة، فضلاً عن أنه لا يستطيع كلُّ ذي شعور أن ينفذ إلى دقائق الصنعة وإبداعها في الكائن الحي ولا يقدر على اكتناه جميع أسرارها.
فأهمُّ نتيجة إذن في خلق الأحياء وأعظمُ غاية لفطرتها إنما هي: عرضُ بدائع صنع القيوم الأزلي أمامَ نظره سبحانه، وإبرازُ هدايا رحمته وآلائه العميمة التي وهبها للأحياء، أمام شهوده جل وعلا.. لقد منحتني هذه الغاية اطمئناناً كافياً وقناعة تامة لزمن مديد. وأدركتُ منها: أن وجود دقائق الصنع وبدائع الخلق في كل موجود -ولاسيما الأحياء- بما يفوق الحد، إنما هو لعرضها أمام القيوم الأزلي. أي أن حكمة الخلق هي: مشاهدةُ القيوم الأزلي لبدائع خلقه بنفسه.. وهذه المشاهدة تستحق هذا البذل العميم وهذه الوفرة الهائلة في المخلوقات.
ولكن بعد مضي مدة.. رأيت أن دقائق الصنع والإتقان البديع في شخوص الموجودات وفي صورتها الظاهرة لا تدوم ولا تبقى، بل تتجدد بسرعة مذهلة، وتتبدل آنا بعد آن، وتتحول ضمن خلق مستمر متجدد وفعالية مطلقة.. فأخذتُ أوغل في التفكير مدة من الزمن. وقلت: لابد أن حكمة هذه الخلاقية والفعالية عظيمةٌ عظمَ تلك الفعالية نفسها.. وعندها بدت الحكمتان السابقتان ناقصتين وقاصرتين عن الإيفاء بالغرض. وبدأت أتحرّى حكمةً أخرى بلهفة عارمة، وأبحث عنها باهتمام بالغ..
فأهمُّ نتيجة إذن في خلق الأحياء وأعظمُ غاية لفطرتها إنما هي: عرضُ بدائع صنع القيوم الأزلي أمامَ نظره سبحانه، وإبرازُ هدايا رحمته وآلائه العميمة التي وهبها للأحياء، أمام شهوده جل وعلا.. لقد منحتني هذه الغاية اطمئناناً كافياً وقناعة تامة لزمن مديد. وأدركتُ منها: أن وجود دقائق الصنع وبدائع الخلق في كل موجود -ولاسيما الأحياء- بما يفوق الحد، إنما هو لعرضها أمام القيوم الأزلي. أي أن حكمة الخلق هي: مشاهدةُ القيوم الأزلي لبدائع خلقه بنفسه.. وهذه المشاهدة تستحق هذا البذل العميم وهذه الوفرة الهائلة في المخلوقات.
ولكن بعد مضي مدة.. رأيت أن دقائق الصنع والإتقان البديع في شخوص الموجودات وفي صورتها الظاهرة لا تدوم ولا تبقى، بل تتجدد بسرعة مذهلة، وتتبدل آنا بعد آن، وتتحول ضمن خلق مستمر متجدد وفعالية مطلقة.. فأخذتُ أوغل في التفكير مدة من الزمن. وقلت: لابد أن حكمة هذه الخلاقية والفعالية عظيمةٌ عظمَ تلك الفعالية نفسها.. وعندها بدت الحكمتان السابقتان ناقصتين وقاصرتين عن الإيفاء بالغرض. وبدأت أتحرّى حكمةً أخرى بلهفة عارمة، وأبحث عنها باهتمام بالغ..
Yükleniyor...