بتلك الموازنة الدقيقة المنصوبة بين الموجودات، ويفسد التوازن الكامل بين أجزاء الكائنات خلال سنة واحدة، بل خلال يوم واحد. ولكنتَ ترى العالم وقد حلّ فيه الهرجُ والمرج.. وتعرّض للاضطرابات والفساد.. فالبحار تمتلئ بالأنقاض والجثث، وتتعفن.. والهواء يتسمم بالغازات المضرة الخانقة، ويفسد. والأرض تصبح مزبلة ومسلخة، وتغدو مستنقعاً آسناً لا تطاق فيه الحياة.
فإن شئت فأَنعم النظر، في الموجودات كلِّها، ابتداء من حجيرات الجسم إلى الكريات الحمر والبيض في الدم، ومن تحولات الذرات إلى التناسب والانسجام بين أجهزة الجسم، ومن واردات البحار ومصاريفها إلى موارد المياه الجوفية وصرفياتها، ومن تولدات الحيوانات والنباتات ووفياتها إلى تخريبات الخريف وتعميرات الربيع، ومن وظائف العناصر وحركات النجوم إلى تبدل الموت والحياة، ومن تصادم النور والظلام إلى تعارض الحرارة والبرودة.. وما شابهها من أمور، كي ترى أن الكل: يوزَن ويُقدَّر بميزان خارق الحساسية، وأن الجميع يُكتال بمكيال غايةً في الدقة، بحيث يعجز عقلُ الإنسان أن يرى إسرافاً حقيقياً في مكان وعبثاً في جزء.. بل يلمس علمُ الإنسان ويشاهِد أكملَ نظامٍ وأتقنَه في كل شيء فيحاول أن يُريَه، ويرى أروَع توازنٍ وأبدعَه في كل موجود فيسعى لإبرازه. فما العلوم التي توصَّل إليها الإنسان إلّا ترجمة لذلك النظام البديع وتعبير عن ذلك التوازن الرائع.
فتأمل في الموازنة الرائعة بين الشمس والكواكب السيارة الإثنتى عشرة التي كل منها مختلفة عن الأخرى، ألا تدل هذه الموازنة دلالة واضحة وضوح الشمس نفسها على الله سبحانه الذي هو «العدل القدير»؟
ثم تأمل في الأرض -وهي إحدى الكواكب السيارة- هذه السفينة الجارية السابحة في الفضاء التي تجول في سنة واحدة مسافة يقدَّر طولُها بأربع وعشرين ألف سنة. ومع هذه السرعة المذهلة لا تبعثر المواد المنسقة على سطحها ولا تضطرب بها ولا تطلقها إلى الفضاء.. فلو زيد شيءٌ قليل في سرعتها أو أُنقص منها لكانت تقذف بقاطنيها إلى الفضاء، ولو أخلّت بموازنتها لدقيقة -بل لثانية واحدة- لتعثرت في سيرها واضطربت، ولربما اصطدمت بغيرها من السيارات ولقامت القيامة.
فإن شئت فأَنعم النظر، في الموجودات كلِّها، ابتداء من حجيرات الجسم إلى الكريات الحمر والبيض في الدم، ومن تحولات الذرات إلى التناسب والانسجام بين أجهزة الجسم، ومن واردات البحار ومصاريفها إلى موارد المياه الجوفية وصرفياتها، ومن تولدات الحيوانات والنباتات ووفياتها إلى تخريبات الخريف وتعميرات الربيع، ومن وظائف العناصر وحركات النجوم إلى تبدل الموت والحياة، ومن تصادم النور والظلام إلى تعارض الحرارة والبرودة.. وما شابهها من أمور، كي ترى أن الكل: يوزَن ويُقدَّر بميزان خارق الحساسية، وأن الجميع يُكتال بمكيال غايةً في الدقة، بحيث يعجز عقلُ الإنسان أن يرى إسرافاً حقيقياً في مكان وعبثاً في جزء.. بل يلمس علمُ الإنسان ويشاهِد أكملَ نظامٍ وأتقنَه في كل شيء فيحاول أن يُريَه، ويرى أروَع توازنٍ وأبدعَه في كل موجود فيسعى لإبرازه. فما العلوم التي توصَّل إليها الإنسان إلّا ترجمة لذلك النظام البديع وتعبير عن ذلك التوازن الرائع.
فتأمل في الموازنة الرائعة بين الشمس والكواكب السيارة الإثنتى عشرة التي كل منها مختلفة عن الأخرى، ألا تدل هذه الموازنة دلالة واضحة وضوح الشمس نفسها على الله سبحانه الذي هو «العدل القدير»؟
ثم تأمل في الأرض -وهي إحدى الكواكب السيارة- هذه السفينة الجارية السابحة في الفضاء التي تجول في سنة واحدة مسافة يقدَّر طولُها بأربع وعشرين ألف سنة. ومع هذه السرعة المذهلة لا تبعثر المواد المنسقة على سطحها ولا تضطرب بها ولا تطلقها إلى الفضاء.. فلو زيد شيءٌ قليل في سرعتها أو أُنقص منها لكانت تقذف بقاطنيها إلى الفضاء، ولو أخلّت بموازنتها لدقيقة -بل لثانية واحدة- لتعثرت في سيرها واضطربت، ولربما اصطدمت بغيرها من السيارات ولقامت القيامة.
Yükleniyor...