وهكذا يصل سالكُ طريق الكفر إلى مئاتٍ من أمثال هذه الخرافات السخيفة والمحالات السوفسطائية كي يظهَر التزيينُ المحيط والتنظيف الشامل الظاهر في الأرجاء كافة. أي لا ينشأ محالٌ واحد بل مئات الألوف من المحالات.

نعم، إن لم يُسند ضوءُ النهار والشُميسات المتألقة المثالية في كل شيء على سطح الأرض، إلى الشمس الواحدة، ولم تُفسَّر على أنها انعكاساتٌ لتجلي تلك الشمس الواحدة، للزم وجودُ شمسٍ حقيقية في كل قطرة ماء لماعة، وفي كل قطعة زجاج شفافة، وفي كل بلورة ثلج مشعة، حتى في كل ذرة من ذرات الهواء، كي يظهر ذلك الضوءُ الذي يعم الوجود!!

وهكذا؛ فالحكمةُ ضياءٌ، والرحمةُ الواسعة ضياء، والتزيين والموازنة والتنظيم والتنظيف كلٌّ منها ضياء شامل محيط وشعاعٌ من أشعة ذلك النور الأزلي سبحانه.

فانظر الآن بنور هذا الإيمان لترى كيف يسقط أهلُ الكفر والضلالة في مستنقع آسن لا يمكنهم الخروج منه. وشاهد مدى حماقةِ أهل الضلالة وجهالتهم! واحمد الله قائلاً: «الحمد لله على دين الإسلام وكمال الإيمان».

نعم، إنَّ هذا التنظيف السامي الشامل المشاهَد الذي يجعل قصرَ العالم طاهراً نقياً نظيفاً لهو تجلٍّ من تجليات اسم «القدوس» ومقتضىً من مقتضياته. وكما تتوجه تسبيحات المخلوقات جميعِها إلى اسم «القدوس» وترنو إليه، كذلك يستدعي اسمُ «القدوس» نظافةَ تلك المخلوقات وطهارتها (1) حتى عدّ الحديث الشريف: «النظافة من الإيمان» الطهورَ نوراً من أنواره (2) لارتباطه القدسي هذا، وأظهرت الآية الكريمة أن الطُهر مدعاةٌ إلى المحبة الإلهية ومدار لها، في قوله تعالى: ﹛﴿ اِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوَّاب۪ينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّر۪ينَ ﴾|﹜ (البقرة: ٢٢٢).

Yükleniyor...