فهذا خطأ جسيم في هذه الحياة وفي اجتماعنا هذا. فلئن أضرّك صاحبُك بدرهم من الضرر، فإنك باستيائك منه وهجرك إياه تلحق أربعين درهماً من الأضرار. بل يحتمل إلحاق أربعين ليرة من الأضرار برسائل النور. ولكن ولله الحمد فإن دفاعاتنا الحقة القوية والصائبة جداً قد حالت دون أخذ أصدقائنا إلى الاستجواب وأخذ إفادتهم المكررة، فانقطع دابرُ الفاسد. وإلّا لكان الاستياء الذي وقع بين الإخوة يلحق بنا أضراراً جسيمة. كسقوط قشة في العين أو سقوط شرارة في البارود.
الحكاية الثانية: كان لعجوز ثمانيةُ أبناء. أعطت لكل منهم رغيفاً دون أن تستبقي لها شيئاً. ثم ارجعَ كلٌّ منهم نصفَ رغيفه إليها. فأصبح لديها أربعة أرغفة، بينما لدى كل منهم نصف رغيف.
إخوتي إنني أشعر في نفسي بنصف ما يتألم به كلٌّ منكم من آلام معنوية وأنتم تبلغون الأربعين، إنني لا أبالي بآلامي الشخصية. ولكن اضطررت يوماً فقلت: «أهذا عقاب لخطئي وأُعاقب به»- فتحرّيت عن الحالات السابقة. فشاهدت أنه ليس لدي شيء من تهييج هذه المصيبة وإثارتها، بل كنت أتخذ منتهى الحذر لأتجنّبها.
بمعنى أن هذه المصيبة قضاءٌ إلهي نازل بنا.. فلقد دُبّرت ضدّنا منذ سنة من قبَل المفسدين فما كان بطوقنا تجنُبُها، فلقد حمّلونا تبعاتها فلا مناص لنا مهما كنا نفعل. فلله الحمد والمنة أن هوّنَ من شدة المصيبة من المائة إلى الواحد.
بناءً على هذه الحقيقة: فلا تمنّوا عليّ بقولكم: إننا نعاقَب بهذه المصيبة من جرائك. بل سامحوني وادعوا لي. ولا ينتقدنّ بعضُكم بعضاً. ولا تقولوا: لو لم تفعل كذا لما حدث كذا.. فمثلاً إن اعتراف أحد إخواننا عن عدد من أصحاب التواقيع (على الرسائل) أنقذ الكثيرين. فهوّن من شأن الخطة المرسومة في أذهان المفسدين الذين يستعظمون القضية. فليس في هذا ضرر، بل فيه نفع عام عظيم. لأنها أصبحت وسيلة لإنقاذ الكثيرين من الأبرياء.
§سعيد النورسي>
الحكاية الثانية: كان لعجوز ثمانيةُ أبناء. أعطت لكل منهم رغيفاً دون أن تستبقي لها شيئاً. ثم ارجعَ كلٌّ منهم نصفَ رغيفه إليها. فأصبح لديها أربعة أرغفة، بينما لدى كل منهم نصف رغيف.
إخوتي إنني أشعر في نفسي بنصف ما يتألم به كلٌّ منكم من آلام معنوية وأنتم تبلغون الأربعين، إنني لا أبالي بآلامي الشخصية. ولكن اضطررت يوماً فقلت: «أهذا عقاب لخطئي وأُعاقب به»- فتحرّيت عن الحالات السابقة. فشاهدت أنه ليس لدي شيء من تهييج هذه المصيبة وإثارتها، بل كنت أتخذ منتهى الحذر لأتجنّبها.
بمعنى أن هذه المصيبة قضاءٌ إلهي نازل بنا.. فلقد دُبّرت ضدّنا منذ سنة من قبَل المفسدين فما كان بطوقنا تجنُبُها، فلقد حمّلونا تبعاتها فلا مناص لنا مهما كنا نفعل. فلله الحمد والمنة أن هوّنَ من شدة المصيبة من المائة إلى الواحد.
بناءً على هذه الحقيقة: فلا تمنّوا عليّ بقولكم: إننا نعاقَب بهذه المصيبة من جرائك. بل سامحوني وادعوا لي. ولا ينتقدنّ بعضُكم بعضاً. ولا تقولوا: لو لم تفعل كذا لما حدث كذا.. فمثلاً إن اعتراف أحد إخواننا عن عدد من أصحاب التواقيع (على الرسائل) أنقذ الكثيرين. فهوّن من شأن الخطة المرسومة في أذهان المفسدين الذين يستعظمون القضية. فليس في هذا ضرر، بل فيه نفع عام عظيم. لأنها أصبحت وسيلة لإنقاذ الكثيرين من الأبرياء.
§سعيد النورسي>
Yükleniyor...