يوسفية» بدلاً عن تلك المغارات في الجبال للمنزوين وأهل الرياضة الروحية، لئلا تضيع أوقاتُنا سدىً، حيث إن في تلك المغارات فوائدَ أخرويةً زيادة عما فيها من أداء مهمة الجهاد لأجل القرآن والحقائق الإيمانية. حتى عزمت -بعد الإفراج عن إخواني وتبرئتهم- أن أُظهر شيئاً يدينني ويبقيني في زنزانة السجن مع «خسرو وفيضي» وأمثالِهم من المجاهدين المخلصين المتفرغين للخدمة لأتخذها حُجةً تغنيني عن الاختلاط بالناس ولئلا أضيّع شيئاً من وقتي فيما لا يعني من الأمور وبالتصنع وحب الظهور، حيث البقاء في ردهات السجن أفضل، إلّا أن القدر الإلهي وما قسم الله لنا من رزق قد ساقني إلى محل انزواء آخر. فحسب مضمون: (الخير فيما اختاره الله) وبسر الآية الكريمة: ﹛﴿ وَعَسٰٓى اَنْ تَكْرَهُوا شَئًْا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾|﹜ (البقرة: ٢١٦). ورحمةً بشيخوختي، ولأجل أن نسعى بشوق أكثر في الخدمة الإيمانية، فقد وُهبتْ لنا مهمةٌ، وأوكلت إلينا وظيفة، هي خارج إرادتنا وطوقنا في هذه «المدرسة اليوسفية الثالثة».
نعم، إنَّ في تحويل العناية الإلهية مغاراتِ عهد الشباب الذي لم يكن له أعداء شرسون، إلى ردهات السجن المنفرد، ثلاث حِكم وثلاث فوائد مهمة لخدمة النور:
الحكمة والفائدة الأولى
اجتماع طلاب النور في هذا الوقت دون أن يتضرر منهم أحد إنما يكون في «المدرسة اليوسفية». حيث إنَّ اللقاء فيما بينهم في الخارج قد يثير الشبهة ويحتاج إلى مصاريف، إذ كان بعضهم ينفق حوالي خمسين ليرة لأجل لقائي مدة لا تزيد عن عشرين دقيقة، أو كان يرجع دون أن يتمكن من مقابلتي. لذا فأنا أتحمل ضيق السجن بل أتقبله مسروراً لأجل اللقاء عن قرب مع بعض إخوتي الأوفياء، فالسجن بالنسبة لنا إذن نعمة ورحمة.
الحكمة والفائدة الثانية
إنه لابدّ من الإعلان والتبليغ في كل جهة في وقتنا هذا عن خدمة الإيمان برسائل النور، ولفت أنظار المحتاجين إليها في كل مكان. فدخولنا السجون يلفت الأنظار إلى الرسائل، فيكون إذن بمثابة إعلان عنها، فيجدها أعتى المعاندين والمحتاجين فتكسر بها شوكةَ عنادهم وينقذون بها إيمانهم، وينجون من المهالك، وتتوسع دائرة مدارس النور.
نعم، إنَّ في تحويل العناية الإلهية مغاراتِ عهد الشباب الذي لم يكن له أعداء شرسون، إلى ردهات السجن المنفرد، ثلاث حِكم وثلاث فوائد مهمة لخدمة النور:
الحكمة والفائدة الأولى
اجتماع طلاب النور في هذا الوقت دون أن يتضرر منهم أحد إنما يكون في «المدرسة اليوسفية». حيث إنَّ اللقاء فيما بينهم في الخارج قد يثير الشبهة ويحتاج إلى مصاريف، إذ كان بعضهم ينفق حوالي خمسين ليرة لأجل لقائي مدة لا تزيد عن عشرين دقيقة، أو كان يرجع دون أن يتمكن من مقابلتي. لذا فأنا أتحمل ضيق السجن بل أتقبله مسروراً لأجل اللقاء عن قرب مع بعض إخوتي الأوفياء، فالسجن بالنسبة لنا إذن نعمة ورحمة.
الحكمة والفائدة الثانية
إنه لابدّ من الإعلان والتبليغ في كل جهة في وقتنا هذا عن خدمة الإيمان برسائل النور، ولفت أنظار المحتاجين إليها في كل مكان. فدخولنا السجون يلفت الأنظار إلى الرسائل، فيكون إذن بمثابة إعلان عنها، فيجدها أعتى المعاندين والمحتاجين فتكسر بها شوكةَ عنادهم وينقذون بها إيمانهم، وينجون من المهالك، وتتوسع دائرة مدارس النور.
Yükleniyor...