الناس في الساحة المقابلة لنوافذ المقر. كانت ملامحُ وجوههم تعبّر عن وضعهم، وتقول: «لا تضايقوا هؤلاء». ولشدة ارتباطهم بنا، عجزت الشرطةُ عن أن تفرقهم. وعند ذلك ورد إلى القلب:

«إن هؤلاء الناس في هذا الوقت العصيب؛ ينشدون سلواناً كاملاً، ونوراً لا ينطفئ، وإيماناً راسخاً، وبشارةً صادقة بالسعادة الأبدية، بل يبحثون عنها بفطرتهم، وقد طرق سمعَهم أن ما يبحثون عنه موجود فعلاً في «رسائل النور»، لذا يبدون هذا الاحترام والتقدير لشخصي -الذي لا أهمية له- بما يفوق طاقتي وحدّي، من موقع كوني خادماً للإيمان، وعسى أن أكون قد قمت بشيء من الخدمة له».

الحقيقة الثانية: لقد ورد إلى القلب: أنه حيال إهانتنا والاستخفاف بنا بحجة إخلالنا بالأمن العام، وإزاء صرفِ إقبال الناس عنا بالمعاملات الدنيئة التي يقوم بها أشخاصٌ معدودون من المغَرّر بهم.. فإن هناك الترحيبَ الحار والتقدير اللائق لنا من قبل أهل الحقيقة وأبناء الجيل القادم. نعم، في الوقت الذي تنشط الفوضى والإرهاب المتستّر بستار الشيوعية للإخلال بالأمن العام، فإن طلاب «رسائل النور» يوقفون ذلك الإفساد المرعب، في جميع أرجاء البلاد ويكسرون شوكتَه بقوة الإيمان التحقيقي، ويسعون حثيثاً لإحلال الأمن والنظام مكانَ الخوف والفوضى. فلم تظهر في العشرين سنة السابقة أيةُ حادثة كانت حول إخلالهم بالأمن، رغم كثرة طلاب النور وانتشارهم في جميع أنحاء البلاد، فلم يجد ولم يسجل عليهم أحدٌ من الضباط المسؤولين حدثاً، في عشر ولايات وعبر حوالي أربع محاكم ذات علاقة، بل لقد قال ضباطٌ منصفون لثلاث ولايات: «إن طلاب النور ضباط معنويون للأمن في البلاد، إنهم يساعدوننا في الحفاظ على الأمن والنظام لما يجعلون من فكر كل من يقرأ «رسائل النور» بالإيمان التحقيقي حارساً ورقيباً عليه فيسعون بذلك للحفاظ على الأمن العام».

وسجن «دنيزلي» مثال واضح ونموذج جيد لهذا الكلام، فما إن دخل طلاب النور ورسالة «الثمرة» التي كُتبت للمسجونين حتى تاب أكثرُ من مائتي سجين وتحلّوا بالطاعة والصلاح، وذلك في غضون ثلاثة أشهر أو تزيد. حتى إن قاتلاً لأكثر من ثلاثة أشخاص

Yükleniyor...