«رسائل النور» بمهمته النورية بكل حرية، وله من الإخوان ومن الورثة مَن يؤدون وظيفة الإيمان بآلاف الألسنة بدلاً من لسان واحد.. فالقبرُ لمثلي إذن خيرٌ وأفضل مائة مرّة من هذا السجن. فضلاً عن أن هذا السجن هو أكثر نفعاً وأكثر راحة بمائة مرة من الحرية المقيّدة في الخارج، ومن الحياة تحت تحكّم الآخرين وسيطرتهم؛ لأن المرء يتحمل مضطراً مع مئاتٍ المساجين تحكماً من بعض المسؤولين؛ أمثال المدير ورئيس الحراس بحكم وظيفتهم، فيجد سلواناً وإكراماً أخوياً من أصدقاء كثيرين من حوله، بينما يتحمل وحده في الخارج سيطرة مئات الموظفين والمسؤولين.
وكذلك الرأفة الإسلامية والفطرة البشرية تسعيان بالرحمة للشيوخ ولاسيما مَن هم في هذه الحالة، فتبدّلان مشقةَ السجن وعذابَه إلى رحمة أيضاً.. لأجل كل ذلك فقد رضيتُ بالسجن..
وحينما قُدّمت إلى هذه المحكمة الثالثة جلست على كرسي خارج باب المحكمة لما كنت أحسّ من النصَب والضيق في الوقوف لشدة ضعفي وشيخوختي ومرضي. وفجأة أتى الحاكم وقال مغاضباً مع إهانة وتحقير: لِمَ لا ينتظر هذا واقفاً؟!.
ففار الغضب في أعماقي على انعدام الرحمة للشيب، والتفتُّ وإذا بجمعٍ غفير من المسلمين قد احتشدوا حولَنا ينظرون إلينا بعيون ملؤها الرأفة، بقلوب ملؤها الرحمة والأخوة، حتى لم يستطع أحد من صرفِهم عن هذا التجمع، وهنا وردت إلى القلب هاتان الحقيقتان:
الأولى: إنَّ أعدائي، وأعداءَ النور المتسترين قد أقنعوا بعض الموظفين الغافلين وساقوهم إلى مثل هذه المعاملات المهينة كي يحطّموا شخصيتي أمام أنظار الناس، ويصرفوا ما لا أرغبه أبداً من توجّه الناس وإقبالهم عليَّ، ظناً منهم أنهم يتمكنون بذلك من إقامة سدّ منيع أمام سيل فتوحات النور. فتجاه تلك الإهانة الصادرة من رجل واحد فقد صرفت العنايةُ الإلهية نظري إلى هؤلاء «المائة» إكراماً منها للخدمة الإيمانية التي تقدّمها «رسائل النور» وطلابُها قائلة: «انظر إلى هؤلاء، فقد أتوا للترحيب بكم لخدمتكم تلك، بقلوب ملآى بالرأفة والحزن والإعجاب والارتباط الوثيق».
بل حتى في اليوم الثاني عندما كنت أجيب عن أسئلة حاكم التحقيق؛ احتشد ألفٌ من
وكذلك الرأفة الإسلامية والفطرة البشرية تسعيان بالرحمة للشيوخ ولاسيما مَن هم في هذه الحالة، فتبدّلان مشقةَ السجن وعذابَه إلى رحمة أيضاً.. لأجل كل ذلك فقد رضيتُ بالسجن..
وحينما قُدّمت إلى هذه المحكمة الثالثة جلست على كرسي خارج باب المحكمة لما كنت أحسّ من النصَب والضيق في الوقوف لشدة ضعفي وشيخوختي ومرضي. وفجأة أتى الحاكم وقال مغاضباً مع إهانة وتحقير: لِمَ لا ينتظر هذا واقفاً؟!.
ففار الغضب في أعماقي على انعدام الرحمة للشيب، والتفتُّ وإذا بجمعٍ غفير من المسلمين قد احتشدوا حولَنا ينظرون إلينا بعيون ملؤها الرأفة، بقلوب ملؤها الرحمة والأخوة، حتى لم يستطع أحد من صرفِهم عن هذا التجمع، وهنا وردت إلى القلب هاتان الحقيقتان:
الأولى: إنَّ أعدائي، وأعداءَ النور المتسترين قد أقنعوا بعض الموظفين الغافلين وساقوهم إلى مثل هذه المعاملات المهينة كي يحطّموا شخصيتي أمام أنظار الناس، ويصرفوا ما لا أرغبه أبداً من توجّه الناس وإقبالهم عليَّ، ظناً منهم أنهم يتمكنون بذلك من إقامة سدّ منيع أمام سيل فتوحات النور. فتجاه تلك الإهانة الصادرة من رجل واحد فقد صرفت العنايةُ الإلهية نظري إلى هؤلاء «المائة» إكراماً منها للخدمة الإيمانية التي تقدّمها «رسائل النور» وطلابُها قائلة: «انظر إلى هؤلاء، فقد أتوا للترحيب بكم لخدمتكم تلك، بقلوب ملآى بالرأفة والحزن والإعجاب والارتباط الوثيق».
بل حتى في اليوم الثاني عندما كنت أجيب عن أسئلة حاكم التحقيق؛ احتشد ألفٌ من
Yükleniyor...