الكريم لها فيضَ الحقائق الإيمانية بجلاء ووضوح تام من خلال حقيقة تلك الآية المذكورة حتى جعلها تقبل وترضخ.
نعم، فكما أثبتنا في «المكتوب العشرين» وأمثالِه من الرسائل، فإن حقيقة هذه الآية الكريمة -ولله الحمد- قد وهبت بفيض الإيمان نقطةَ استناد وارتكاز هائلة، وهبَتها للروح ومنحتها إلى القلب كل حسب ما ينكشف له من فيض ما يملكه من قوة الإيمان، بحيث تستطيع أن تتصدّى لتلك المصائب والحالات المرعبة حتى لو تضاعفت مائة مرة، ذلك لأنها ذكّرت بأن كل شيء مسخَّر لأمر خالقك الذي هو المالك الحقيقي لهذه المملكة، فمقاليدُ كل شيء بيده، وحسبك أن تنتسب إليه سبحانه.
فبعدما عرفتُ خالقي، وتوكلتُ عليه، ترك كلُّ شيء ما يضمره من العداء نحوي حتى بدأت الحالات التي كانت تحزنني وتؤلمني، بدأت الآن تسعدني وتسرّني.
وكما أثبتنا في كثير من الرسائل ببراهين قاطعة، فإن النور القادم من «الإيمان بالآخرة» كذلك أعطى «نقطة استمداد» هائلة جداً تجاه الآمال والرغبات غير المحدودة، بحيث إنها تكفي تلك القوة لا لتلك الميول والرغبات الصغيرة المؤقتة والقصيرة، ولا لتلك الروابط مع أحبتي في الدنيا وحدها. بل تكفي أيضاً لرغباتي غير المتناهية في دار الخلود وعالم البقاء وفي السعادة الأبدية، ذلك لأنه بتجلٍّ واحد من تجليات رحمة «الرحمن الرحيم» يُنشَر على مائدة الربيع ما لا يعد ولا يُحصى من نعمَه اللذيذة البديعة على سطح الأرض التي هي منزل من منازل دار ضيافة الدنيا المؤقتة، فيمنح بها -سبحانه- في كل ربيع إلى أولئك الضيوف، ويُنعم بها عليهم، كي يدخل في قلوبهم السرور لبضع ساعات، وكأنه يطعمهم فطور الصباح، ثم يأخذهم إلى مساكنهم الأبدية في ثماني جنات خالدات ملآى بنعمٍ غير محدودة لزمن غير محدود التي أعدّها لعباده، فلا ريب أن الذي يؤمن برحمة هذا «الرحمن الرحيم» ويطمئن إليها مدركاً انتسابه إليه سبحانه، لابدّ أنه يجد نقطة استمداد عظيمة بحيث إن أدنى درجاتها تمدّ آمالاً غير محدودة وتديمها.
هذا وإن النور الصادر من ضياء الإيمان -بحقيقة تلك الآية- قد تجلّى كذلك تجلياً باهراً ساطعاً حتى إنه نوّر تلك الجهات الست المظلمة تنويراً كالنهار، ونوّر حالتي المؤسفة
نعم، فكما أثبتنا في «المكتوب العشرين» وأمثالِه من الرسائل، فإن حقيقة هذه الآية الكريمة -ولله الحمد- قد وهبت بفيض الإيمان نقطةَ استناد وارتكاز هائلة، وهبَتها للروح ومنحتها إلى القلب كل حسب ما ينكشف له من فيض ما يملكه من قوة الإيمان، بحيث تستطيع أن تتصدّى لتلك المصائب والحالات المرعبة حتى لو تضاعفت مائة مرة، ذلك لأنها ذكّرت بأن كل شيء مسخَّر لأمر خالقك الذي هو المالك الحقيقي لهذه المملكة، فمقاليدُ كل شيء بيده، وحسبك أن تنتسب إليه سبحانه.
فبعدما عرفتُ خالقي، وتوكلتُ عليه، ترك كلُّ شيء ما يضمره من العداء نحوي حتى بدأت الحالات التي كانت تحزنني وتؤلمني، بدأت الآن تسعدني وتسرّني.
وكما أثبتنا في كثير من الرسائل ببراهين قاطعة، فإن النور القادم من «الإيمان بالآخرة» كذلك أعطى «نقطة استمداد» هائلة جداً تجاه الآمال والرغبات غير المحدودة، بحيث إنها تكفي تلك القوة لا لتلك الميول والرغبات الصغيرة المؤقتة والقصيرة، ولا لتلك الروابط مع أحبتي في الدنيا وحدها. بل تكفي أيضاً لرغباتي غير المتناهية في دار الخلود وعالم البقاء وفي السعادة الأبدية، ذلك لأنه بتجلٍّ واحد من تجليات رحمة «الرحمن الرحيم» يُنشَر على مائدة الربيع ما لا يعد ولا يُحصى من نعمَه اللذيذة البديعة على سطح الأرض التي هي منزل من منازل دار ضيافة الدنيا المؤقتة، فيمنح بها -سبحانه- في كل ربيع إلى أولئك الضيوف، ويُنعم بها عليهم، كي يدخل في قلوبهم السرور لبضع ساعات، وكأنه يطعمهم فطور الصباح، ثم يأخذهم إلى مساكنهم الأبدية في ثماني جنات خالدات ملآى بنعمٍ غير محدودة لزمن غير محدود التي أعدّها لعباده، فلا ريب أن الذي يؤمن برحمة هذا «الرحمن الرحيم» ويطمئن إليها مدركاً انتسابه إليه سبحانه، لابدّ أنه يجد نقطة استمداد عظيمة بحيث إن أدنى درجاتها تمدّ آمالاً غير محدودة وتديمها.
هذا وإن النور الصادر من ضياء الإيمان -بحقيقة تلك الآية- قد تجلّى كذلك تجلياً باهراً ساطعاً حتى إنه نوّر تلك الجهات الست المظلمة تنويراً كالنهار، ونوّر حالتي المؤسفة
Yükleniyor...