وقبلته ضيفاً (12) ثم تبيّن لي أن الله سبحانه وتعالى قد عوّضني بهذا الشاب عن «عبدالرحمن» الذي هو خير خَلف لي ويفي بمهمة الوارث الحقيقي في خدمة رسالة النور. وبعث سبحانه وتعالى إليّ «مصطفى» وكأنه يقول: أخذت منك عبداً للرحمن واحداً وسأعوضك عنه بثلاثين «عبدالرحمن» كهذا الشاب «مصطفى» ممن يسعون في تلك الوظيفة الدينية، وسيكونون لك طلاباً أوفياء، وأبناءَ أخ كرماء، وأولاداً معنويين، وإخوة طيبين، وأصدقاء فدائيين مضحيّن..

نعم.. ولله الحمد فقد وهبني البارئ عز وجل ثلاثين عبداً للرحمن، وعندها خاطبت قلبي: مادمتَ يا قلبي الباكي المكلوم قد رأيت هذا النموذج وهذا المثال وضمدتَ به أهم جرح من تلك الجروح المعنوية، فعليك أن تسكن وتطمئن بأن الله سبحانه سيضمد الجروح الباقية التي تقلقك وتتألم منها..

فيا أيها الإخوة الشيوخ ويا أيتها الأخوات العجائز.. ويا مَن فقدتم مثلي أحبَّ ولده إليه زمن الشيخوخة أو فارقه أحدُ أقاربه.. ويا من يثقل كاهلَه وطأة الشيخوخة ويحمل معها على رأسه الهمومَ الثقيلة الناشئة من الفراق! لقد علمتم وضعي وعرفتم حالي فإنه رغم شدّته بأضعاف ما عندكم من أوضاع وحالات، إلّا أن هذه الآية الكريمة قد ضمدته وأسعفته فشفته بإذن الله، فلا شك في أن صيدلية القرآن المقدسة زاخرةٌ بعلاج كل مرض من أمراضكم ودواء كل سقم من أسقامكم. فإذا استطعتم مراجعتها بالإيمان، وقمتم بالتداوي والعلاج بالعبادة، فلابُدَّ أن تخف وطأة ما تحملون على كاهلكم من أثقال الشيخوخة وما يثقل رؤوسكم من هموم.


Yükleniyor...