لآل البيت. (7) فالشخص المعنوي لآل البيت من حيث كونه ممثلاً للحقيقة المحمدية، لا يرقى إليه شيءٌ بالموازنة. وكثرةُ الأحاديث النبوية الواردة في الثناء على سيدنا علي رضي الله عنه وبيان فضائله هي لأجل هذه الجهة الثانية. ومما يؤيد هذه الحقيقة روايةٌ صحيحة بهذا المعنى: (إن نسل كل نبي منه، وأنا نسلي من علي). (8)
أما سبب كثرةِ انتشار الأحاديث بحق شخصية سيدنا علي رضي الله عنه والثناء عليه أكثر من سائر الخلفاء الراشدين، فهو: أن أهل السنة والجماعة وهم أهلُ الحق، قد نشروا الروايات الواردة بحق سيدنا علي رضي الله عنه تجاه هجوم الأمويين والخوارج عليه وتنقيصهم من شأنه ظلماً. بينما الخلفاء الراشدون الآخرون لم يكونوا عرضةً لهذه الدرجة من النقد والجرح، لذا لم يروا داعياً لنشر الأحاديث الذاكرة لفضائلهم.
ثم إنه ﷺ قد رأى بنظر النبوة أن سيدنا علياً رضي الله عنه سيتعرض لحوادث أليمة وفتن داخلية، فسلّاه، وأرشد الأمة بأحاديث شريفة من أمثال: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) (9) وذلك لينقذ سيدَنا علياً من اليأس وينجي الأمةَ من سوء الظن به.
إنَّ المحبة المفرطة التي يوليها شيعةُ الولاية لسيدنا علي رضي الله عنه وتفضيلهم له من جهة الطريقة لا يجعلهم مسؤولين بمثل مسؤولية شيعة الخلافة، لأن أهلَ الولاية ينظرون نظر المحبة إلى مرشديهم حسب مسلكهم. ومن شأن المحب؛ الغلو والإفراط والرغبة في أن يرى محبوبَه أعلى من مقامه. فهم يرون الأمر هكذا فعلاً.
فأهل الأحوال القلبية يمكن أن يُعذَروا في أثناء غليان المحبة لديهم وغلبتها عليهم، ولكن بشرط ألّا يتعدى تفضيلُهم الناشئ من المحبة إلى ذم الخلفاء الراشدين وعداوتهم، وألّا يخرج عن نطاق الأصول الإسلامية.
أما شيعةُ الخلافة فنظراً لدخول الأغراض السياسية فيها، فلا يمكنهم أن ينجوا من
أما سبب كثرةِ انتشار الأحاديث بحق شخصية سيدنا علي رضي الله عنه والثناء عليه أكثر من سائر الخلفاء الراشدين، فهو: أن أهل السنة والجماعة وهم أهلُ الحق، قد نشروا الروايات الواردة بحق سيدنا علي رضي الله عنه تجاه هجوم الأمويين والخوارج عليه وتنقيصهم من شأنه ظلماً. بينما الخلفاء الراشدون الآخرون لم يكونوا عرضةً لهذه الدرجة من النقد والجرح، لذا لم يروا داعياً لنشر الأحاديث الذاكرة لفضائلهم.
ثم إنه ﷺ قد رأى بنظر النبوة أن سيدنا علياً رضي الله عنه سيتعرض لحوادث أليمة وفتن داخلية، فسلّاه، وأرشد الأمة بأحاديث شريفة من أمثال: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) (9) وذلك لينقذ سيدَنا علياً من اليأس وينجي الأمةَ من سوء الظن به.
إنَّ المحبة المفرطة التي يوليها شيعةُ الولاية لسيدنا علي رضي الله عنه وتفضيلهم له من جهة الطريقة لا يجعلهم مسؤولين بمثل مسؤولية شيعة الخلافة، لأن أهلَ الولاية ينظرون نظر المحبة إلى مرشديهم حسب مسلكهم. ومن شأن المحب؛ الغلو والإفراط والرغبة في أن يرى محبوبَه أعلى من مقامه. فهم يرون الأمر هكذا فعلاً.
فأهل الأحوال القلبية يمكن أن يُعذَروا في أثناء غليان المحبة لديهم وغلبتها عليهم، ولكن بشرط ألّا يتعدى تفضيلُهم الناشئ من المحبة إلى ذم الخلفاء الراشدين وعداوتهم، وألّا يخرج عن نطاق الأصول الإسلامية.
أما شيعةُ الخلافة فنظراً لدخول الأغراض السياسية فيها، فلا يمكنهم أن ينجوا من
Yükleniyor...