فالقوة والشجاعة وأمثالهما هي من وسائل الوصول إلى ما استهدفناه من مرتبة دنيوية، فلأجل هذا شعرت بدواعي المنافسة والحسد. أما منازل الآخرة ومراتبها فلا تحد بحدود، وربما يصبح هناك من كان عدواً لي أحب صديق وأعزه».
فيا أهل الحقيقة والطريقة! إنَّ خدمة الحق ليس شيئاً هيناً، بل هو أشبه ما يكون بحمل كنز عظيم ثقيل والقيام بالمحافظة عليه، فالذين يحملون ذلك الكنز على أكتافهم يستبشرون بأيدي الأقوياء الممتدة إليهم بالعون والمساعدة ويفرحون بها أكثر. فالواجب يحتّم أن يُستقبل أولئك المُقبلون بمحبة خالصة، وأن يُنظر إلى قوتهم وتأثيرهم ومعاونتهم أكثر من ذواتهم وأن يُتلقوا بالافتخار اللائق بهم، فهم أخوة حقيقيون ومؤازرون مضحّون. ولئن كان الواجب يحتم هذا، فلِمَ إذن ينظر إليهم نظر الحسد ناهيك عن المنافسة والغيرة، حتى يفسد الإخلاص نتيجة هذه الحالة، وتكون أعمالكم ومهمتكم موضع تهم الضالين. فيضعونكم في مستوى أقل منكم وأوطأ من مسلككم بكثير، بل يقرنونكم مع أولئك الذين يأكلون الدنيا بالدين ويضمنون عيشهم تحت ستار علم الحقيقة ويجعلونكم من المتنافسين الحريصين على حطام الدنيا، وأمثالها من الاتهامات الظالمة؟!
إنَّ العلاج الوحيد لهذا المرض هو اتهام المرء نفسه، والانحياز إلى جهة رفيقه في نهج الحق الذي إزاءه، وعدم الانحراف عن دستور الإنصاف وابتغاء الحق، الذي ارتضاه علماء فن الآداب والمناظرة والذي يتضمن: «إذا أراد المرء أن يظهر الحق على لسانه دون غيره -في مناظرة معينة- وانسرَّ لذلك واطمأَنَّ أن يكون خصمه على باطل وخطأ فهو ظالم غير منصف» فضلاً عن أنه يتضرر نتيجة ذلك لأنه لم يتعلم شيئاً جديداً -من تلك المناظرة- بظهور الحق على لسانه، بل قد يسوقه ذلك إلى الغرور فيتضرر. بينما إذا ظهر الحق على لسان خصمه فلا يضره شيء ولا يبعث فيه الغرور بل ينتفع بتعلمه شيئاً جديداً. أي إن طالب الحق المُنصف يسخط نفسَه لأجل الحق، وإذا ما رأى الحق لدى خصمه رضي به وارتاح إليه.
فلو اتخذ أهل الدين والحقيقة والطريقة والعلم هذا الدستور دليلاً لهم في حياتهم وعملهم فإنهم سيظفرون بالإخلاص بإذن الله ويفلحون في أعمالهم الأخروية، وينجون برحمة منه سبحانه وفضله من هذه المصيبة الكبرى التي ألمّت بهم وأحاطت بهم من كل جانب.
﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
فيا أهل الحقيقة والطريقة! إنَّ خدمة الحق ليس شيئاً هيناً، بل هو أشبه ما يكون بحمل كنز عظيم ثقيل والقيام بالمحافظة عليه، فالذين يحملون ذلك الكنز على أكتافهم يستبشرون بأيدي الأقوياء الممتدة إليهم بالعون والمساعدة ويفرحون بها أكثر. فالواجب يحتّم أن يُستقبل أولئك المُقبلون بمحبة خالصة، وأن يُنظر إلى قوتهم وتأثيرهم ومعاونتهم أكثر من ذواتهم وأن يُتلقوا بالافتخار اللائق بهم، فهم أخوة حقيقيون ومؤازرون مضحّون. ولئن كان الواجب يحتم هذا، فلِمَ إذن ينظر إليهم نظر الحسد ناهيك عن المنافسة والغيرة، حتى يفسد الإخلاص نتيجة هذه الحالة، وتكون أعمالكم ومهمتكم موضع تهم الضالين. فيضعونكم في مستوى أقل منكم وأوطأ من مسلككم بكثير، بل يقرنونكم مع أولئك الذين يأكلون الدنيا بالدين ويضمنون عيشهم تحت ستار علم الحقيقة ويجعلونكم من المتنافسين الحريصين على حطام الدنيا، وأمثالها من الاتهامات الظالمة؟!
إنَّ العلاج الوحيد لهذا المرض هو اتهام المرء نفسه، والانحياز إلى جهة رفيقه في نهج الحق الذي إزاءه، وعدم الانحراف عن دستور الإنصاف وابتغاء الحق، الذي ارتضاه علماء فن الآداب والمناظرة والذي يتضمن: «إذا أراد المرء أن يظهر الحق على لسانه دون غيره -في مناظرة معينة- وانسرَّ لذلك واطمأَنَّ أن يكون خصمه على باطل وخطأ فهو ظالم غير منصف» فضلاً عن أنه يتضرر نتيجة ذلك لأنه لم يتعلم شيئاً جديداً -من تلك المناظرة- بظهور الحق على لسانه، بل قد يسوقه ذلك إلى الغرور فيتضرر. بينما إذا ظهر الحق على لسان خصمه فلا يضره شيء ولا يبعث فيه الغرور بل ينتفع بتعلمه شيئاً جديداً. أي إن طالب الحق المُنصف يسخط نفسَه لأجل الحق، وإذا ما رأى الحق لدى خصمه رضي به وارتاح إليه.
فلو اتخذ أهل الدين والحقيقة والطريقة والعلم هذا الدستور دليلاً لهم في حياتهم وعملهم فإنهم سيظفرون بالإخلاص بإذن الله ويفلحون في أعمالهم الأخروية، وينجون برحمة منه سبحانه وفضله من هذه المصيبة الكبرى التي ألمّت بهم وأحاطت بهم من كل جانب.
﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
Yükleniyor...