وأن الرحمة أيضاً هي التي ربَّت في أحضانها هذه المخلوقات المتقلبة في حاجات لا حد لها..
وأن الرحمة أيضاً هي التي وجّهت الكائنات من كل صَوب وحَدب وساقتها نحو الإنسان وسخَّرتْها له، بل جعلتها تتطلع إلى معاونته وتسعى لإمداده، كما تتوجه أجزاءُ الشجرة إلى ثمرتها..
وأن الرحمة أيضاً هي التي عمَّرت هذا الفضاء الواسع وزيَّنت هذا العالم الخالي..
وأن الرحمة نفسها هي التي جعلت هذا الإنسان الفاني مُرشحاً للخلود والبقاء، وأهَّلته لتلقّي خطاب رب العالمين ومَنَحَتْه فضل ولايته سبحانه.
فيا أيها الإنسان!
ما دامت الرحمةُ محبوبة، ولها من القوة والجاذبية والإمداد إلى هذا الحد، فاستعصم بتلك الحقيقة بقولك ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ وانقذ نفسك من هول الوحشة المطلقة، وخلّصها من آلام حاجات لانهاية لها، وتقرّب إلى ذي العرش المجيد، وكن مخاطَباً أميناً وخليلاً صادقاً له، بأنوار تلك الرحمة ورأفتها.
نعم، إن حشدَ الكائنات وجمعَها حول الإنسان ضمن حكمةٍ مقدَّرة، وجعلَ كلٍّ منها يمد يد العون إليه لدفع حاجاته المتزايدة، نابع بلا شك من إحدى حالتين اثنتين: فإما أن كل نوع من أنواع الكائنات يعرف الإنسان ويعلم به فيطيعه ويسعى لخدمته، أي إن هذا الإنسان الغارق في عجز مطلق يملك قدرة سلطان مطلق (وهذا بعيد كل البعد عن منطق العقل فضلاً عما فيه من محالات لا تحد).. أو إن هذا التعاون والإمداد إنما يتم بعلمٍ محيط لقادر مطلق محتجب وراء الكائنات.. أي إن أنواع الكائنات لا تعرف هذا الإنسان لتُمد له يدَ العون، وإنما هي دلائل على مَن يعرف هذا الإنسان ويرحمه، ويعلم بحاله.. وهو الخالق الرحيم.
فيا أيها الإنسان عُدْ إلى رشدك! أوَ يمكن ألّا يعلم بك وألّا يراك هذا الربُّ الرحيم، وهو الذي دفع المخلوقات لمعاونتك ملبيةً جميع حاجاتك؟
فما دام سبحانه يَعلمُ بك ويُعلِمُك بعلمهِ هذا بإسباغ رحمته عليك، فما عليك إلّا بذل الجهد لمعرفته، والسعي لإظهار معرفتك له بتوقير أوامره.
وأن الرحمة أيضاً هي التي وجّهت الكائنات من كل صَوب وحَدب وساقتها نحو الإنسان وسخَّرتْها له، بل جعلتها تتطلع إلى معاونته وتسعى لإمداده، كما تتوجه أجزاءُ الشجرة إلى ثمرتها..
وأن الرحمة أيضاً هي التي عمَّرت هذا الفضاء الواسع وزيَّنت هذا العالم الخالي..
وأن الرحمة نفسها هي التي جعلت هذا الإنسان الفاني مُرشحاً للخلود والبقاء، وأهَّلته لتلقّي خطاب رب العالمين ومَنَحَتْه فضل ولايته سبحانه.
فيا أيها الإنسان!
ما دامت الرحمةُ محبوبة، ولها من القوة والجاذبية والإمداد إلى هذا الحد، فاستعصم بتلك الحقيقة بقولك ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ وانقذ نفسك من هول الوحشة المطلقة، وخلّصها من آلام حاجات لانهاية لها، وتقرّب إلى ذي العرش المجيد، وكن مخاطَباً أميناً وخليلاً صادقاً له، بأنوار تلك الرحمة ورأفتها.
نعم، إن حشدَ الكائنات وجمعَها حول الإنسان ضمن حكمةٍ مقدَّرة، وجعلَ كلٍّ منها يمد يد العون إليه لدفع حاجاته المتزايدة، نابع بلا شك من إحدى حالتين اثنتين: فإما أن كل نوع من أنواع الكائنات يعرف الإنسان ويعلم به فيطيعه ويسعى لخدمته، أي إن هذا الإنسان الغارق في عجز مطلق يملك قدرة سلطان مطلق (وهذا بعيد كل البعد عن منطق العقل فضلاً عما فيه من محالات لا تحد).. أو إن هذا التعاون والإمداد إنما يتم بعلمٍ محيط لقادر مطلق محتجب وراء الكائنات.. أي إن أنواع الكائنات لا تعرف هذا الإنسان لتُمد له يدَ العون، وإنما هي دلائل على مَن يعرف هذا الإنسان ويرحمه، ويعلم بحاله.. وهو الخالق الرحيم.
فيا أيها الإنسان عُدْ إلى رشدك! أوَ يمكن ألّا يعلم بك وألّا يراك هذا الربُّ الرحيم، وهو الذي دفع المخلوقات لمعاونتك ملبيةً جميع حاجاتك؟
فما دام سبحانه يَعلمُ بك ويُعلِمُك بعلمهِ هذا بإسباغ رحمته عليك، فما عليك إلّا بذل الجهد لمعرفته، والسعي لإظهار معرفتك له بتوقير أوامره.
Yükleniyor...