أما العدو فإن صدودَه عن القرآن وعداءه لخدمته إنما هو لأجل الضلالة، وإن تجاوزه على خدمة القرآن -سواء شعَر به أم لم يشعر- إنما هو من قبيل الكفر والزندقة، وحيث إن الكفرَ يدوم، فلا يتلقى معظمُهم الصفعات بذات السرعة، إذ كما يعاقَب من يرتكب أخطاءً طفيفة في القضاء أو الناحية، بينما يُساق مرتكبو الجرائم الكبيرة إلى محاكم الجزاء الكبرى، كذلك الأخطاءُ الصغيرة والهفوات التي يرتكبها أهلُ الإيمان وأصدقاء القرآن يتلقون على إثرها جزاءاً من العقاب بسرعة في الدنيا ليكفّر عن سيئاتهم ويتطهّروا منها، أما جرائمُ أهل الضلالة فهي كبيرة وجسيمة إلى حد لا تسعُ هذه الحياةُ الدنيا القصيرة عقابَهم، فيمهّلون إلى عالم البقاء والخلود وإلى المحكمة الكبرى لتقتصَّ منهم العدالةُ الإلهية القصاص العادل، لذا لا يلقون غالباً عقابهم في هذه الدنيا.
وفي الحديث الشريف: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (7) إشارة إلى هذه الحقيقة التي ذكرناها، أي أن المؤمن ينال نتيجةَ تقصيراته قسماً من جزائه في الدنيا، فتكون بحقه كأنها مكانُ جزاء وعقاب، فضلا عن أن الدنيا بالنسبة لما أعدّه الله له من نعيم الآخرة سجن وعذاب. أما الكفار فلأنهم مخلَّدون في النار، ينالون قسماً من ثواب حسناتهم في الدنيا، وتُمهَل سيئاتُهم العظيمة إلى الآخرة الخالدة، فتكون الدنيا بالنسبة لهم دارَ نعيم لما يلاقونه من عذاب الآخرة. وإلّا فالمؤمنُ يجد من النعيم المعنوي في هذه الدنيا ما لا يناله أسعدُ إنسان. فهو أسعدُ بكثير من الكافر من زاوية نظر الحقيقة. وكأن إيمان المؤمن بمثابة جنة معنوية في روحه وكفرَ الكافر يستعر جحيماً في ماهيته.
وفي الحديث الشريف: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (7) إشارة إلى هذه الحقيقة التي ذكرناها، أي أن المؤمن ينال نتيجةَ تقصيراته قسماً من جزائه في الدنيا، فتكون بحقه كأنها مكانُ جزاء وعقاب، فضلا عن أن الدنيا بالنسبة لما أعدّه الله له من نعيم الآخرة سجن وعذاب. أما الكفار فلأنهم مخلَّدون في النار، ينالون قسماً من ثواب حسناتهم في الدنيا، وتُمهَل سيئاتُهم العظيمة إلى الآخرة الخالدة، فتكون الدنيا بالنسبة لهم دارَ نعيم لما يلاقونه من عذاب الآخرة. وإلّا فالمؤمنُ يجد من النعيم المعنوي في هذه الدنيا ما لا يناله أسعدُ إنسان. فهو أسعدُ بكثير من الكافر من زاوية نظر الحقيقة. وكأن إيمان المؤمن بمثابة جنة معنوية في روحه وكفرَ الكافر يستعر جحيماً في ماهيته.
Yükleniyor...