أولاها: ضُمّ إلى عائلته خمسةُ أشخاص آخرين بالرغم من ضيق معيشته، فأصبح حقاً في رهق شديد من العيش.

ثانيتها: على الرغم من أنه كان مرهف الحس ولا يتحمل شيئاً من الكلام من أحد، فقد أصبح وسيلة لدسّاسين من حيث لا يعلم، حتى فقد موقعَه ومنزلته كلياً، وأصبح كثيرٌ من الناس يهجرونه، ففَقد صداقتهم بل عادوه.. وعلى كل حال؛ نسأل الله أن يغفر له، ونسأله أن يوفقه للإفاقة من غفلته ويعي الأمور ويعود إلى مهمته في خدمة القرآن.

الحادي عشر: لم يسجّل ربما لا يرضى!.

الثاني عشر: هو «المعلم غالب»(∗) لقد خدم هذا الأخُ بإخلاص وصدق في تبييض الرسائل، فقام بخدمات جليلة كثيرة، ولم يبدُ منه ضعفٌ أمام أية مشكلة من المشاكل مهما كانت.

كان يحضر الدرس في أغلب الأوقات وينصت بكل اهتمام وشوق، ويستنسخ الرسائلَ لنفسه أيضاً، حتى استكتب لنفسه جميعَ «الكلمات» و«المكتوبات» لقاء أجرة قدرُها ثلاثون ليرة. كان يقصد من وراء هذا الاستنساخ نشرَ الرسائل في مدينته، وإرشاد أصدقائه، وبعد ذلك فترَ عن العمل ولم يقم بنشر الرسائل كما هو دأبُه، وذلك بسبب ما ساوره من الهواجس، فحجب نورَ هذه الرسائل عن الأنظار فأصابته على حين غرة حادثةٌ أليمة جداً، تجرّع من جرائها العذاب غصصاً مدة سنة كاملة، فوجد أمامَه عدداً غفيراً من أعداء ظالمين بدلاً من عداوة بضعة موظفين لقيامه بنشر الرسائل، ففقد أصدقاءَ أعزاء عليه.

الثالث عشر: هو «الحافظ خالد»(∗) وسيذكر لكم الحادثة بنفسه:

عندما كنتُ أعمل بشوق وحماسة في كتابة مسودات «رسائل النور»، كانت هناك وظيفة شاغرة، وهي إمامةُ المسجد في محلتنا. ورغبة مني -رغبة شديدة- لألبس جُبتي العلمية القديمة وعمامتها فترتُ مؤقتاً عن العمل وضعفتْ همتي وشوقي في خدمة القرآن فانسحبتُ من ساحة العمل القرآني جهلاً مني، فإذا بي أتلقى لطمةً ذات رأفة بخلاف ما كنت أقصده. إذ رغم الوعود الكثيرة التي قطعها المفتي على نفسه بتعييني، ورغم أني كنت قد توليت هذه الوظيفة لما يقرُب من تسعة أشهر سابقاً إلّا أنني حُرمتُ من لبس الجُبة والعمامة، فأيقنتُ أن هذه اللطمة


Yükleniyor...