وما دام الإنسان مشتاقاً فطرةً لجمال باقٍ وقد خُلقَ محباً لذلك الجمال.. وأن الجمال الباقي لا يرضى بمشتاق زائل.. وأن الإنسان يسكّن آلامَه وأحزانه الناجمة عما لا تصل إليه يدُه أو يعجز عن الاحتفاظ به أو يجهله، بتحري القصورَ فيه بل يسكّنها بعداء خفي نحوه، مسلياً نفسه بهذا العداء.. وما دام الكون قد خُلق لأجل هذا الإنسان، والإنسان مخلوق للمعرفة الإلهية ولمحبته سبحانه وتعالى.. وخالق الكون سرمديٌ بأسمائه الحسنى وتجلياته باقية دائمة.. فلابد أن هذا الإنسان سيُبعَث إلى دار البقاء والخلود، ولا بد أن ينال حياة باقية دائمة.
هذا وإن الرسول الأكرم ﷺ وهو الإنسان الأكمل والدليل الأعظم على الله قد أظهر جميع ما بيّناه من كمالات الإنسان وقيمتِه ومهمته ومثله، فأظهر تلك الكمالات في نفسه، وفي دينه، بأوضح صورةٍ وأكملها، مما يدلنا على: أن الكائنات مثلما خُلقت لأجل الإنسان، أي أنه المقصود الأعظم من خلقها والمنتخب منها، فإن أجلّ مقصودٍ من خلق الإنسان أيضاً وأفضل مصطفى منه، بل أروع وأسطع مرآة للأحد الصمد إنما هو محمد عليه وعلى آله وأصحابه الصلاة والسلام بعدد حسنات أمته...
فيا الله يا رحمن يا رحيم يا فرد يا حيُّ ياقيومُ يا حكم يا عدل يا قدوس.
, نسألك بحق فرقانك الحكيم وبحُرمة حبيبك الأكرم ﷺ>
وبحق أسمائك الحسنى وبحرمة اسمك الأعظم
أن تحفظنا من شر النفس والشيطان ومن شر الجن والإنسان. آمين
﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
Yükleniyor...