وفق نظام معين وتناسق مخصص منجزة بها وظائف جمة، فإن شئت فانظر إلى الكريات الحمر والبيض تراهما تتحركان حركاتٍ خاصة شبيهة بحركات المولوية لإنجاز مهمات جسيمة في الجسم وهما تجريان في السيل الدافق للدم.

خلاصة الخلاصة (7)

لقد ارتأينا أن ندرج هنا خلاصة تبين الضياءَ المقدس الحاصل من امتزاج أنوار الأسماء الستة للاسم الأعظم، كامتزاج الألوان السبعة لضوء الشمس - ﹛﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾|﹜ - ولأجل مشاهدة هذا النور المقدس نسوق هذه الخلاصة:

تأمل في موجودات الكون كله وانظر إليها من وراء هذا التجلي الأعظم لاسم «القيوم» الذي منحَ البقاء والدوام والقيام لها ترَ: أن التجلي الأعظم لاسم «الحي» قد جعل تلك الموجودات الحية ساطعةً منورة بتجليه الباهر، وجعل الكائناتِ كلَّها منورة بنوره الزاهر، حتى يمكن مشاهدة لمعان نور الحياة على الأحياء كافة.

والآن انظر؛ إلى التجلي الأعظم لاسم «الفرد» من وراء اسم «الحي» ترَه قد ضمّ جميع الكائنات بأنواعها وأجزائها واستوعبها ضمن وحدة واحدة، فهو يطبع على جبهة كل شيء ختم الوحدانية، ويضع على وجه كل شيء ختمَ الأحدية، فيجعل كل شيء يعلن تجلّيه بألسنة لا حد لها ولا نهاية.

ثم انظر من خلف اسم «الفرد» إلى التجلي الأعظم لاسم «الحكم» ترَ: أنه قد ضم الموجودات كلها من أعظم دائرة فيها إلى أصغرها كلياً كان أم جزئياً -ابتداء من النجوم وانتهاء إلى الذرات- منح كل موجود ما يستحق من نظام مثمر وما يلائمه من انتظام حكيم وما يوافقه من انسجام مفيد. فلقد زيّن اسم «الحكم» الأعظم الموجودات كلها ورصّعها بتجليه الساطع.

ثم انظر من خلف التجلي الأعظم لاسم «الحكم» إلى التجلي الأعظم لاسم «العدل» -كما أوضحناه في النكتة الثانية- ترَه يدير جميعَ الكائنات بموجوداتها ضمن فعالية دائمة بموازينه الدقيقة ومقاييسه الحساسة ومكاييله العادلة بحيث يجعل العقولَ في حيرة وإعجاب،


Yükleniyor...