بل الكون كله لدى إيجاده أيَّ شيء كان، ولاسيما الكائن الحي ويعلم كلَّ ما يرتبط به من الأشياء، ثم يضع ذلك الشيء في موضعه الملائم له، ويضمن له البقاء في ذلك الموقع، أي إن الأسباب المادية الجاهلة لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال فاعلاً لها.
نعم، إنَّ فعلاً إيجادياً -مهما كان جزئياً- يدل دلالة عظيمة -بسر القيومية- على أنه فعلُ خالِق الكون فعلاً مباشراً. فالفعل المتوجّه إلى إيجاد نحلة -مثلاً- يدلنا بجهتين على أنه يخص خالق الكون ورب العالمين.
الجهة الأولى: أنَّ قيام تلك النحلة مع مثيلاتها في جميع الأرض بالفعل نفسِه في الوقت نفسه يدلنا على أن هذا الفعل الجزئي الذي نشاهده في نحلة واحدة إنما هو طرفٌ لفعلٍ يحيط بسطح الأرض كله. أي أن من كان فاعلاً لذلك الفعل العظيم الواسع ومالكاً له فهو صاحب ذلك الفعل الجزئي.
الجهة الثانية: لأجل أن يكون أحد فاعلاً لهذا الفعل الجزئي المتوجه إلى خلقِ هذه النحلة الماثلة أمامنا، ينبغي أن يكون -الفاعل- عالماً بشروط حياة تلك النحلة وأجهزتها وعلاقاتها مع الكائنات الأخرى وكيفية ضمان حياتها ومعيشتها، فيلزم إذن أن يكون ذا حكم نافذٍ على الكون كله ليجعل ذلك الفعل كاملاً. أي إن أصغر فعلٍ جزئي يدل من جهتين على أنه يخصّ خالقَ كل شيء. ولكن أكثر ما يحيّر الإنسان ويجلب انتباهه هو: أن الأزلية والسرمدية التي هي من أخصّ خصائص الألوهية وألزمِ صفةٍ للذات الأقدس المالك لأقوى مرتبة في الوجود وهو الوجوب وأثبتُ درجة في الوجود وهو التجرّد من المادة وأبعد طوراً عن الزوال وهو التنزّه عن المكان وأسلمُ صفة من صفات الوجود وأقدسُها عن التغير والعدم وهو الوحدة... أقول: إن الذي يحير الإنسان ويثير قلقه، ويجلب انتباهه إنما هو اسناد صفة الأزلية والسرمدية إلى الأثير والذرات وما شابهها من المواد المادية التي لها أضعفُ مرتبة من مراتب الوجود، وأدقُّ درجة فيه، وأكثر أطواره تغيراً وتحولاً، وأعمُّها انتشاراً في المكان، ولها الكثرة التي لا تحد.. فإسناد الأزلية إلى هذه المواد وتصورها أزليةً، وتوهّم نشوءَ قسم من الآثار الإلهية منها، ما هو إلّا مجافاةٌ وأي مجافاة للحقيقة وأمرٌ منافٍ أي منافاة للواقع، وبعيدٌ كل البعد عن منطق العقل وباطل واضح البطلان. وقد أثبتنا هذا في كثير من الرسائل ببراهين رصينة.
نعم، إنَّ فعلاً إيجادياً -مهما كان جزئياً- يدل دلالة عظيمة -بسر القيومية- على أنه فعلُ خالِق الكون فعلاً مباشراً. فالفعل المتوجّه إلى إيجاد نحلة -مثلاً- يدلنا بجهتين على أنه يخص خالق الكون ورب العالمين.
الجهة الأولى: أنَّ قيام تلك النحلة مع مثيلاتها في جميع الأرض بالفعل نفسِه في الوقت نفسه يدلنا على أن هذا الفعل الجزئي الذي نشاهده في نحلة واحدة إنما هو طرفٌ لفعلٍ يحيط بسطح الأرض كله. أي أن من كان فاعلاً لذلك الفعل العظيم الواسع ومالكاً له فهو صاحب ذلك الفعل الجزئي.
الجهة الثانية: لأجل أن يكون أحد فاعلاً لهذا الفعل الجزئي المتوجه إلى خلقِ هذه النحلة الماثلة أمامنا، ينبغي أن يكون -الفاعل- عالماً بشروط حياة تلك النحلة وأجهزتها وعلاقاتها مع الكائنات الأخرى وكيفية ضمان حياتها ومعيشتها، فيلزم إذن أن يكون ذا حكم نافذٍ على الكون كله ليجعل ذلك الفعل كاملاً. أي إن أصغر فعلٍ جزئي يدل من جهتين على أنه يخصّ خالقَ كل شيء. ولكن أكثر ما يحيّر الإنسان ويجلب انتباهه هو: أن الأزلية والسرمدية التي هي من أخصّ خصائص الألوهية وألزمِ صفةٍ للذات الأقدس المالك لأقوى مرتبة في الوجود وهو الوجوب وأثبتُ درجة في الوجود وهو التجرّد من المادة وأبعد طوراً عن الزوال وهو التنزّه عن المكان وأسلمُ صفة من صفات الوجود وأقدسُها عن التغير والعدم وهو الوحدة... أقول: إن الذي يحير الإنسان ويثير قلقه، ويجلب انتباهه إنما هو اسناد صفة الأزلية والسرمدية إلى الأثير والذرات وما شابهها من المواد المادية التي لها أضعفُ مرتبة من مراتب الوجود، وأدقُّ درجة فيه، وأكثر أطواره تغيراً وتحولاً، وأعمُّها انتشاراً في المكان، ولها الكثرة التي لا تحد.. فإسناد الأزلية إلى هذه المواد وتصورها أزليةً، وتوهّم نشوءَ قسم من الآثار الإلهية منها، ما هو إلّا مجافاةٌ وأي مجافاة للحقيقة وأمرٌ منافٍ أي منافاة للواقع، وبعيدٌ كل البعد عن منطق العقل وباطل واضح البطلان. وقد أثبتنا هذا في كثير من الرسائل ببراهين رصينة.
Yükleniyor...