ثم إن في الحياة من خوارق الصنعة الربانية ومعجزات الإبداع الباهر بحيث إنه مَن لم يكن قادراً على خلق الكون يعجز كلياً عن خلق أصغر كائن حي فيه.
نعم، إن القلم الذي كتب فهرس شجرة الصنوبر الضخمة ومقدّراتها في بذرتها الصغيرة -ككتابة القرآن مثلاً على حبة حمص- هو ذلك القلم نفسُه الذي رصّع صفحات السماء بلآلئ النجوم. وأن الذي أدرج في رأس النحل الصغير استعداداً يمكّنها من معرفة أزهار حدائق العالم كله، وتقدِر على الارتباط مع أغلبها بوشائج، ويجعلها قادرة على تقديم ألذّ هدية من هدايا الرحمة الإلهية -وهي العسل- ويدفعها إلى معرفة شرائط حياتها منذ أول قدومها إلى الحياة لا شك أنه هو خالق الكون كله وهو الذي أودع هذا الاستعداد الواسع والقابلية العظيمة والأجهزة الدقيقة فيها .
الخلاصة: إنَّ الحياة آيةُ توحيد ساطعة تسطع على وجه الكائنات، وأن كل ذي روح -من جهة حياته- آية للأحدية، وإن الصنعة المتقنة الموجودة على كل فرد من الأحياء ختمٌ للصمدية، وبهذا فجميعُ ذوي الحياة يصدّقون ببصمات حياتهم رسالةَ الكون هذه ويعلنون أنها من «الحي القيوم الواحد الأحد».. فكل منها ختمٌ للوحدانية في تلك الرسالة فضلاً عن أنها ختمٌ للأحدية وعلامة الصمدية. فكما أن الأمر هكذا في الحياة، فكل كائن حي أيضاً ختم للوحدانية في كتاب الكون؛ كما قد وُضع على وجهه وسيماه ختمَ الأحدية.
نعم، إن الحياة بعدد جزئياتها وبعدد أفرادها الحية أختامٌ وبصماتٌ حية تشهد على وحدانية «الحي القيوم» مثلما أن فعل البعث -الإحياء- أيضاً يختم بأختام التصديق على التوحيد بعدد الأفراد من الأحياء. فإحياءُ الأرض الذي هو مثال واحد على البعث هو شاهدُ صدقٍ ساطع على التوحيد كالشمس، لأن بعث الأرض في الربيع وإحياءها يعني بعث أفراد لا تعد ولا تحصى لأنواع الأحياء التي تربو على ثلاثمائة ألف نوع، فتُبعث جميعاً معاً من دون نقص ولا قصور بعثاً متداخلاً متكاملاً منتظماً. فالذي يفعل بهذا الفعل أفعالاً منتظمة لا حدود لها فإنه هو خالق المخلوقات جميعها، وأنه «الحي القيوم» الذي يحيي ذوي الحياة قاطبة، وأنه الواحد الأحد الذي لا شريك له في ربوبيته قط.
اكتفينا بهذا القدر القليل المختصر من بسط خواص الحياة محيلين بيان الخواص الأخرى وتفصيلاتها إلى أجزاء «رسائل النور» وفي وقت آخر.
نعم، إن القلم الذي كتب فهرس شجرة الصنوبر الضخمة ومقدّراتها في بذرتها الصغيرة -ككتابة القرآن مثلاً على حبة حمص- هو ذلك القلم نفسُه الذي رصّع صفحات السماء بلآلئ النجوم. وأن الذي أدرج في رأس النحل الصغير استعداداً يمكّنها من معرفة أزهار حدائق العالم كله، وتقدِر على الارتباط مع أغلبها بوشائج، ويجعلها قادرة على تقديم ألذّ هدية من هدايا الرحمة الإلهية -وهي العسل- ويدفعها إلى معرفة شرائط حياتها منذ أول قدومها إلى الحياة لا شك أنه هو خالق الكون كله وهو الذي أودع هذا الاستعداد الواسع والقابلية العظيمة والأجهزة الدقيقة فيها .
الخلاصة: إنَّ الحياة آيةُ توحيد ساطعة تسطع على وجه الكائنات، وأن كل ذي روح -من جهة حياته- آية للأحدية، وإن الصنعة المتقنة الموجودة على كل فرد من الأحياء ختمٌ للصمدية، وبهذا فجميعُ ذوي الحياة يصدّقون ببصمات حياتهم رسالةَ الكون هذه ويعلنون أنها من «الحي القيوم الواحد الأحد».. فكل منها ختمٌ للوحدانية في تلك الرسالة فضلاً عن أنها ختمٌ للأحدية وعلامة الصمدية. فكما أن الأمر هكذا في الحياة، فكل كائن حي أيضاً ختم للوحدانية في كتاب الكون؛ كما قد وُضع على وجهه وسيماه ختمَ الأحدية.
نعم، إن الحياة بعدد جزئياتها وبعدد أفرادها الحية أختامٌ وبصماتٌ حية تشهد على وحدانية «الحي القيوم» مثلما أن فعل البعث -الإحياء- أيضاً يختم بأختام التصديق على التوحيد بعدد الأفراد من الأحياء. فإحياءُ الأرض الذي هو مثال واحد على البعث هو شاهدُ صدقٍ ساطع على التوحيد كالشمس، لأن بعث الأرض في الربيع وإحياءها يعني بعث أفراد لا تعد ولا تحصى لأنواع الأحياء التي تربو على ثلاثمائة ألف نوع، فتُبعث جميعاً معاً من دون نقص ولا قصور بعثاً متداخلاً متكاملاً منتظماً. فالذي يفعل بهذا الفعل أفعالاً منتظمة لا حدود لها فإنه هو خالق المخلوقات جميعها، وأنه «الحي القيوم» الذي يحيي ذوي الحياة قاطبة، وأنه الواحد الأحد الذي لا شريك له في ربوبيته قط.
اكتفينا بهذا القدر القليل المختصر من بسط خواص الحياة محيلين بيان الخواص الأخرى وتفصيلاتها إلى أجزاء «رسائل النور» وفي وقت آخر.
Yükleniyor...